أماسي ..
كانت روحكِ حاضرةً هذا المساء رغمَ غيابكِ ..
أتعلمي , استنشقتُ مراراً , قراءتَكِ للوحة التشكيلية ..
شيءٌ ما يشي بالوجعِ في الحروف , و اللّوحة تضجُّ بالدّمِ و الفرحِ و الزّهر ..
تيقنّتُ بأنّ الأدبَ والفنَّ يجتمعانِ على طاولةٍ واحدةٍ للدّهشة , هناكَ حيثُ تجتمعُ النقائضُ , لتصبُح خليطاً سحريّا يُذيبُ كلّ ما يعلقُ في الرّوحِ من ضوضاء الواقع , ويحوّلها فوضى خلّاقة , تُبدعُ الجمال .
قرأتُ مرّة أن المثقّفين , هم رُسلُ الحضارات .. وصادفتُ الكثيرَ منهم في صفحاتِ كُتبي و على جدران معارضِ الفنّ و على خشباتِ المسارح ..
كان كلٌّ منهم يعانقَ عقلهُ ويحملُ دمّه على كفيّه لينثرهُ حضوراً امامَ مرأى النّاس ليرتقوا به , و تتسامى نفوسهم .
اللّوحةُ في مرآتِكِ , أثارت العقل فجالَ الذاكرةَ يبحثُ عمّا خبأه ذاتَ نهم .
أماسي ,
لكِ منّي زنبقةٌ تتفتّح في الصّباحِ لحضورك , وتنتشي بكِ .