رمضان في القرية .... كان عمري هنا ست سنوات
في قرية نائية في أقصى شمال الوطن العربي .... توسدت سرير نهر الفرات ... فغفت كعروس ... زانها الطهر
منازلها طليت بلون أبيض ناصع .. وأبوابها خشبية زرقاء .... هناك لي أولى الذكريات مع هذا الشهر المبارك ...
كان رمضان يأتينا بشهر حزيران ...وتعلمون ما يعنيه شهر حزيران ... من طول النهار وشدة الحر ...
كنت أرى والديَّ ....حين يشتد الحر ... يبللون المناشف ويضعونها على رؤوسهم ...فما تلبث أن تتيبس بسرعة
ليرسلون لنقعها بالماء ثانية وهكذا دواليك حتى الإفطار .....
بعد الإفطار ... يجتمع القرويون في مسجد القرية ... وبعد صلاة التراويح .... ينطلقون نساءاً ورجالاً .... شباناً وشابات
حتى نحن الأطفال ... إلى حقول القمح .... نعانق سنابل الذهب .. الفتيات يغنين بمرح ... والرجال يتبادلون النكات
والتعليقات ... حتى يحين موعد السحور ... هناك ترى المطابخ الميدانية ... تشتعل النيران بعيداً عن الحقول ..
فالشاي على الفحم هو أول شيء يتم تحضيره ... ثم باقي أصناف المائدة الريفية ....
نتسحر على ضوء القمر .... ثم نعود إلى القرية ... في ضحك .. ومرح ... وغناء
أعتذر منكم وسأتابع بعد الفطور ....
أقسم لكم أني بين كل سطرين ... أتوقف في سطر ثالث للبكاء ... فمن هؤلاء الأشخاص من أخذه الموت ... ومنهم من
سافر بعيداً ولم يعد............ للحديث شجون