منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - يموت الـوقـت ..!
الموضوع: يموت الـوقـت ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2008, 10:13 PM   #25
شــمــ نـجـد ــس
( شاعره وكاتبة )

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غسان الحكيم مشاهدة المشاركة


سلاااااااااااااااااامز

شمس نجد

يا رفيقة القلم \ بنظرة انطباعية سريعة نجد أن النص
مليء بالتدفق الشعري الجارف ما يجعل القارئ يطرب
للنص كثيرا و يقع تحت تأثيره لشدة وطأته على المتلقي ..

(( و بنظرة نقدية ))

نبدأ من العنوان ( يموت الوقت ) نرى أنه جميل جدا و ذكي
و لكن يعاب عليه أنه ( جملة فعلية ) و يتنافى مع أعراف
عنونة النصوص !!

و لكن انطلاقا من العنوان


أجد أن النص مليء بالحركة و الخشونة و هذا ما يبرر
صرخته المتعالية و سطوته على القارئ ..
فنجد اسرافا نوعا ما في استخدام الأفعال كما
و كيفا في خشونتها :

تكسر
أجبر
يموت
ينادي
تمهل
يصيح
يشيخ
أعلق
يهد
يطعني
أبرميها
أكسر
أهيجنها

نرى أن مجملها أفعال مؤلمة تدل على الحالة الشعورية للنص
و تبرهن على خشونة و وطأة النص و كثرة الحركة فيه الطاغية
على مساحات التأمل ..

مثل هذه النصوص تسيطر على القارئ حال قرائتها أو الاستماع إليها
لجموحها و لكنها لا تعلق كثيرا بالذاكرة لأنها سريعة جدا و لا تدع مجالا
للقارئ للتنفس و تأمل الصورة الشعرية و بالتالي تعلقها في مخيلة
و ذاكرة القارئ .. و لكنها ناجحة جدا في الأمسيات مثلا ..

و للتدليل أيضا نرى أن النص يرتكز في المجمل على الخطاب الموجه
و يفتقد إلى الأجواء العاطفية و التأملية رغم بلاغة الصور ..

باستثناء

( يشيخ البرد في صدري و أتنفس صبر و حروف )

و هو الشطر الذي اختاره ( أحمد الديهان ) لشاعريته الرائعة ...
لأنه هو الشطر الذي يختلف في تركيبته عن تركيب باقي الأشطر ..
و هو القادر على التمسك بالذاكرة !!

التكرار بنهاية الصدور كان جميلا جدا و موفقا
و أرى أنه من الأجمل و الأفضل لو كان التكرار
في نهاية الصدر و بداية العجز .. مثل :


يموت الوقت في يدي على حضورك
على حضورك ينادي صوتي الملهوف

(( المطلع ))

كان موفق جدا و ذكي جدا و النداء كان في غاية الحساسية
و أرى أنه من الأجمل قول ( أَجْبُرها ) بهمزة القطع و بلا تشديد
بدلا عن ( واجبّرها ) و كلاهما عروضيا صحيح و لكن رؤيتي فقط ....


و أرى أن الشوق هو مظلة للوجد و هو من ولد الوجد \ الحزن
و أعتقد كان من الأفضل قول ( يصيح الوجد في شوقي ) بدلا من
( يصيح الشوق في وجدي ) ..

(( الخاتمة ))

(وأكسر في الوجع دربي /أهيجنها قدر وظروف )

في الخاتمه أرى أن استخدام ( أكسر) كان مكرر و استخدام
فعل آخر سيكون أفضل .. رغم ذكاء تكسير الدرب في الوجع
مما يدل على شمولية الوجع و هو استخدام مبتكر عوضا عن
( أكسر بالدرب وجعي ) فالاستخدام الأخير يعني المضي قدما
أما استخدامك فكان أعمق يدل على اليأس ..

و كان أفضل عدم فصل الشطر و استخدام العطف و الاستعاضة
بهمزة القطع في ( أهيجنها ) بـ بهمزة الوصل ( واهيجنها ) ..
و لكنك أحسبك خشيتي الاسراف في استخدام العطف خصوصا و أن الشطر يبدأ
بواو العطف .. و لكن كان الأجدى تغيير بداية الشطر عوضا عن منتصفه
خصوصا و أنه قفلة النص ..

الأمر الآخر أيضا أرى أن الأبيات تتمتع باستقلالية كبيرة و لا تقتضي التسلسل
و هذا ضعف من وجهة نظري رغم أنه كان سمة في الشعر الجاهلي
( استقلالية الأبيات ) .. و لكن لو بدلنا البيت الثالث بدلا عن الرابع و الخامس
بدلا عن الثاني لم يتغير شيء و لن يختلف المعنى باستثناء البيت الأخير ..
و كنت أحبذ لو استخدمتي تقنية القصيدة المدورة لو أنهيتي النص بذات المطلع ..
مما يدل على أن اليأس يعيدك بالنهاية إلى ذات التساؤل :
( وانا يا صاحبي من لي بعد نورك بعد نورك )


(( البناء ))

كان جيد باستخدامك للطرق (( اللويحاني )) و هو من طروق القلطة الشهيرة
و ليس من البحور الأصلية يعتمد على تكرار ( مفاعيلن ) أربع مرات ..
و كثيرا ما أرى شعراء يرون أنه من الجمال تقسيم الشطر إلى نصفين إذا
كان رباعي التفاعيل و أرى أنه يذهب الجمال المولود عن طول اللحن ..
و يصبح الشطر و كأنه بيت كامل و ليس شطرا ..

فلو أخذنا الصدور مثلا :
أنا يا صاحبي من لي @@ بعد نورك بعد نورك
يموت الوقت في يدي @@ على حضورك على حضورك
يصيح الشوق في وجدي @@ غلا زهورك غلا زهورك
أداري بعض شباكي @@ على عبورك على عبورك

الخ ..

أرى أنه ضعف في البناء و يذهب قيمة اللحن الطويل
فلو قلنا مثلا
( يموت الوقت في كف الهوى مشتاق لحضورك )

نرى هنا أن الشطر أقوى بكثير و نحس أنه شطر و ليس ببيت
و لا يمكن أن يتفكك و لا يمثل شطران ملتصقان ..
و لكنه يحتاج إلى نفس طويل و قدرة بالصياغة و إلمام إما
بالتقطيع العروضي أو بالغناء الصحيح للحن ....





أخيرا : القصيدة جميلة جدا بعمق احساسها و صوتها المتعالي و سطوتها
التي تجعلك أسيرا لها تستمع و تنصت و تصغي و ترد باستفاضة  ...

و لكن هي ضريبة الرفقة الطويلة أن يكون الكاتب في أريحيته الكاملة عند التعليق ..
و لكي أمارس هوايتي بالنقد لن أجد إلا نصوصك و الرفقاء أمثالك لأنني أعلم أنك لن تأخذي الأمور بصورة شخصية و لن يوقعني نقدي في حرج كما يحدث مع الجميع 


شكرا لك و أتمنى المزيد من نشر القصائد العامودية و أعلم أن لديك الكثير
و زاوية الهدوء تشهد بذلك ..



أخوك

غسان الحكيم

:

رفيق قلمي الناقد والحكيم غسان

كل ما ذكرت هو ثراء لي وبعين الأعتبار

والشكر لك من قبل ومن بعد

ثق تماما أن الثقة قائمة

وعلى الصدق نلتقي

تقديري

 

التوقيع

حكاية النص الأخير لا تنتهي ..!!!

:


شــمــ نـجـد ــس غير متصل   رد مع اقتباس