[نور الفيصل]

.
.
أكثر الذكريات الرمضانية التي لا زالت عالقة في ذهني حتى اليوم
هي الإجتماع الأسري الذي يعد أحد طقوس العائلة والذي كان الجميع يقومون به في أول إفطار من رمضان
كان جميع أفراد الأسرة يجتمعون في بيت عمي الذي يسكن معه جدي كبير العائلة رحمة الله
الأخوان والأخوات وأبنائهم جميعا ،
في هذه الليلة تلتقي بالبعض الذي قد تكون أخذته الحياة ولم تلتقيه منذ شهور
ويصر عمي على حضور الجميع حتى لو كان عمله يحتم عليه أن يتواجد في اليوم التالي في مكان بعيد
بصدق في هذا الإجتماع الأسري يصبح للإفطار نكهة أخرى وتشعر أن رمضان يجمع شمل الأسرة .

أجمل شئ كان يعنينا كأطفال في تلك الليلة أن نمارس اللعب لوقت متأخر كثيرا مقارنة بالليالي الأخرى
والأجمل كانت جيوب جدي في تلك الدشداشة البيضاء حين يعود من صلاة التراويح
لنجدها محملة بالحلوى وكنت أستغرب كيف أنه يعرف عددنا جميعا ولا ينسى منا أحد
فلكل منا حصة يجب أن يحصل عليها ، رغم تمييزه الشديد للذكور عن الإناث
فقد كان عنصري بطريقة غريبة للذكور .

لجدي هذا اليوم ولجميع موتى المسلمين الرحمة والمغفرة بإذن الله تعالى
لا زلت يا جدي أعشق الشعر النبطي
ولا زال صوتك يرن في أذني وأنت تغنيه لنا ،
كان رحمه الله موسوعة شعر نبطي يحفظ الأف الأبيات

كلما أتى رمضان أتى برائحتك التي لن أنساها يوما


نـور