
المفكّر : [ محمّد أركون ]
يصْطلحُ لُغةً وَ يبْلُغُ مُصطلحاً _
إذْ يُحنّطون ألسنتنا .
فكّر و دبّر ثمّ أبحَرَ و تحرّر ، حتّى أتقن الموج ولم يتكرّر ..
حين ساء التاريخُ بحاضره ، أحضر التاريخ لحاضره وتحضّر حتّى اخضَرّ
غُصنه و أينع ثمره .. أجاد القراءة فأجادته الكتابة وقبلهما لم يُتقن إلاّ
فكراً استطاع إزالة ما عَلِق فيه من ملوّثات التاريخ و عُقم الحاضر المقموع .
ألّف بلغتين فألِفته اللغات جميعها ..
لأنّ فكراً - كـ هو - لا يُقيّده القول ، بل مُقيّدٌ القولُ بهِ حدّ الرفرفة .
حينَ ينتقدُ [ الأشياء ] لا تمنحهُ إلاّ أخطاءها ، فيكون الأولى طاعةً .
:
مِثْلُهُ لا يمكن للزمان محوَهُ ، لأنّ الزمان لم يمحُ نحْوَه من العقول ..
و لن يكون الحاضرُ منصفاً لإنصافه حينَ لم يفعلها لأصنافه من قبل
إلاّ بعد رحيلٍ يُؤطّره الزمان بمعضلاتٍ لا حلّ لها إلاّ بالعودةِ إليه .
أيّها المُفكر العظيم :
مُتَتبّعٌ عقلك ، فكرةً فكرة _ لأنّني مغموسٌ بحبّ القليل مثلك _
انعم بصفحات الكون .. حيثُ النعمةِ قراءتك بـ حَمْد .