[يحيى العمري]

ورد عسيري

أعتقد أن القلب كمحسوس شأنه شأن سائر الأعضاء الأخرى ، يقوم بوظيفة محددة تبعا للتكامل العضلي العصبي الممد للجسد بالحياة لا أقل ولا أكثر .

أما المعنى المطلق للقلب فهو أشمل من ذلك ولو لم يكن القلب هو العقل بمعناه المجرد لما كان الخطاب القرآني وفي أكثر من موضع يخص القلب بأمور هي من خصائص للعقل فمثلا :
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
ومن المؤكد أنمخاطبة القلب بماهو من خصائص العقل ليست إلا دلالة واضحة على أن العقل هو القلب .
بل لن تجد في القران أية دلالة على أن القلب ليس هو العقل ولكن يبقى السؤال ماهو دور الدماغ ولماذا عندما يتعرض شخص ما لحادث مثلا ثم يتضرر الدماغ لا يعود الشخص إلى سجيته ويفقد رشده .
لعل أقرب ما يكون ومن وجهة نظري خاصة هي أن وظيفة الدماغ تكمن في إدخال البيانات من خلال الأجهزة الحسية ومن ثم يقوم القلب بمعالجتها وإذا ما كانت هذه المدخلات خاطئة فحتما ستكون المخرجات كذلك .

شرح لنا أحد الأساتذة مثال بسيط حول هذا الموضوع وكنا قد خضنا فيه كثيرا
يقول : لو كنت تبحث في عن شيء بيدك من غير أن تكون ترى أين تمد يدك فلمست شيئا وخزك أو نحو ذلك ستلاحظ أنك وللوهلة الإولى تظن أنك لدغت من ثعبان أو نحوه
ردة الفعل الطبيعية هي أن تسحب يدك وبسرعة
ولكن بعد ثواني معدودة تكتشف أن الأمر ليس كما ظننت .
الشاهد هو أن ردة الفعل الأولى هي من الدماغ كردة فعل فقط دون تحليل أو تمعن
أما ما بعد ذلك فهي من القعل .

أرجو أن أكون أوضحت شاكرا لكم عناء القراءة