منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كـ الزئبقِ في محبرتي !
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-2008, 03:58 PM   #31
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

الصورة الرمزية د. منال عبدالرحمن

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 460

د. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعةد. منال عبدالرحمن لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


الأماكن كالأشخاص , منها ما يستفزّ الحنين فيك فتقيم فيه / معه دون أن تشعر بأنّه تَطفّلَ على ذاكرتِك , ومنها ما تشعرُ بمجرّدِ النَّظر إليها بالغُربةِ تقرصُ أطرافكَ وتَخِزُ الدِّفءَ في أحاسِيسِك !

هذا المَكان كانَ من النّوع الّذي يُجبرك على الإنصاتِ لتَشعرَ معَه أنّكَ تتعلَّمُ أبجديَّةَ البَشر , فَتراهم وتسمعهم وتقرأهم للمرّةِ الأولى !

ربّما هذا ما جعلَ " هي " تختارُهُ بالذّات لتمارسَ ثورتَها على قوانينِ الحياة وسُنن الحزن .

وربّما هو نفسه السّبب الذي قادَ تلكَ المرأة التّائهة المتجوّلة أمَامها لتبحث عن كرسيٍّ تُفرغ عليه سِفر الأرق الذي يعتلي ظهر استمراريّتها .

أخيراً وجدَت كرسيّا فارتمَت عليه بامتنان , ورغم أنّ ذاك الكرسيّ كان يبدو للوهلة الأولى رماديَّ الرّائحة , مقوّس الصّبر .. إلا أنّه احتضن استسلامها بقوّة ,,

لا زالت " هي " تتابعها بروحها و لا زال لُهاث الألم الراكض وراءها يَخطفُ سمعها فلا تُصغي لغيره ..

كانت روحها تُعيد ترتيبَ أوراق الزّمن واحدةً تلوَ أخرى .. سنينها الخمس عشر التي كانَت نهايةَ البداية ,, والدُها الذي رحُل إلى الرفيق الأعلى , هناك حيث لا حدود للرحمة والرّفق ولا مكان لغدر بني البَشر , وخمسُ كُراتٍ من الدّم المتّصل بأوردتها تصرخُ لا حزناً عليه ولكن خوفاً من الموت الذي قد يأتي بعدَ رحيله ..

يداها الصّغيرتان اللتان كانتا تعجنانِ الخُبز الدافئَ لتحظَى كلّ مساءٍ بوليمةِ سعادةٍ لتلكَ الفراخ الخمس الصّغيرة وقطعة سُكّر لا تُنسيها كُتب صديقاتها التي كانت تراقبهنّ كلّ صباح ..

ثمّ حصولها على عَملٍ آخر منَّت بِهِ صَديقتُها زوجةُ المسؤول ..

ثمّ السنين الطويلة التي مرّت , وسعادتها بنجاحِهم وارتفاعهم و بقاءِها !

ثمّ اكتشافها على حافّة الخمسين , أنوثةً مدفونة بين رمال التّضحية .. تتساءل بأيّ ذنبٍ قُتلت ..

....
فجأة بدأت تلك المراة بالضّحك عالياً ..,

كان هذا كافياً ليؤرق عيني " هي " بالدّمع وليجعلها تضحكُ هي الأخرى لسخريّة الوَجع ..

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس