منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كـ الزئبقِ في محبرتي !
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2008, 01:53 PM   #27
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي


كانت دوماً كفّة تساؤلاتها راجحة .. بينما كانت الإجابات تعاني اليُتم و النفي !

" هي " اعتادت أن تكلّل السؤال بطوق من القناعة , كيلا يصبح هاجساً يحرمها متعة تلك اللحظات التي اختارت أن تمارسها في اجازة من التفكير !

اليوم لم يكن اجازة , هكذا اكتشفت هي بعد أن عادت من ذاكرتها إلى محيطها المليء بأصوات آلامهم ,
تُرى لماذا كانت تظنّ أن السّعادة خبز الناس اليومي , وأن الحزن وليمة فاخرة لا تأتي إلا حين ترف ؟
ولماذا فنّدت هذه النظريّة نفسها عند أول ارتطام بأرض الانصات الأكثر هدوءاً ؟

توقن " هي " اليوم أن الحزن كريمٌ جداً , وان السّعادة وحدها الأنانيّة !
ربّما لهذا السّبب لا نرى حزن الآخرين وألمهم إلا حينَ تطالنا يدُ الوجَع , أو ربّما كنّا نرى ولا نُبصر !

شيءٌ ما يجعلها تفكّر بالموت ذلك الوحيد القادر على انتزاع الدّمع من المآقي دون أن يولّد الحقد !

كانت الأفكار تتوالد في عقلها بلا توّقف , وكان الضجيج حولها يزداد ..
وفكّرت ماذا لو غادرت هذا المكان ؟
ولكنّ خوفها من أن تلقى دفئه , صوتَه و حنينها إليه في الأماكن الأخرى التي جمعتهما ذات حب , أثناها عن قرارها و جعلها تعود للجلوس على كرسيّ آخر ..

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس