لحظة
صباح الخيرات

قبل نحو عامين كنت في مقهى بلاهاي
وعلى مقربة جلس رجل يتطلّع بقلق حوله
كانت يداه تطيشان في الهواء كما لو كان في مهمة غامضة لاعتقال الفراغ

فتح الجريدة على عجل، وبالسرعة ذاتها طواها ورمى بها بعيدا
وقف على حين غرّة
ابتسم لبرهة
ثم عاد فقطب جبينه
وتفرّس في وجهي قليلا قبل أن يقول:
ـ يا إلهي، اشعر أن أحدهم عبث طوال الليل بشيفرتي الوراثية
أما أنا فأريد أن أعطّل شيفرة الرطوبة في أبو ظبي لساعتين وحسب
أريد تعطيل شيفرة صديقي حسن ليتمكن أخيرا من الكتابة عن امرأة تتجوّل في أحلامه منذ صيف عام 1997
أريد تعطيل شيفرة النون حتى لا يسقط في نقطته
أريد تعطيل شيفرة التاكسي حتى لا أضطر للإنتظار ساعة أخرى

أريد تعطيل شيفرة الكتاب حتى يقرأ نفسه
شلونك بعد وبعد؟
