اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد غريب
اللوحة الأولى: الزائر الليلي!
التفكير ذلك الغريب الذي يدخل دون استئذان،
يُضيء زوايا الذاكرة بأضوائه القاسية،
يسألك أسئلةً لا تُريد الإجابة عنها،
ويُذكرك بما انتهى.. وبما لم يبدأ.
لا تفتح الباب لكل فكرة.. بعض الزوّار لا يستحقون الضيافة.
اللوحة الثانية: محكمة الذات!
نحاكم أنفسنا بقسوة،
نستدعي الأدلة والاتهامات،
وننسى أننا لسنا قُضاةً عُدولًا..
بل أحيانًا نكون الضحية والجلاد.
كفى محاكمةً لذاتك.. أنت أكثر من أخطائك.
اللوحة الثالثة: الضجيج والصمت!
بين كل هذه الأصوات:
"لماذا فعلت؟ ماذا لو؟ هل تتذكر؟"
يختفي صوتٌ وحيدٌ يحتضنك:
"لستَ مطالبًا بكل هذا".
اصْغِ للصوت الهادئ فيك.. فهو الأصدق.
اللوحة الرابعة: عابر سبيل!
ليست كل فكرةٍ بيتًا تُقيم فيه،
بعضها مجرّد ضوءٍ عابرٍ في الليل،
دعه يمرّ.. لا تُمسك به.
الفكرة التي لا تخدمك.. لا تستحق أن تخدمها.
اللوحة الخامسة: لحظة النجاة!
ننشغل بإعادة الماضي،
ونغفل عن عطر القهوة،
عن ضوء الشمس على النافذة،
عن أنفاسنا.. التي ما زالت تنتصر.
الحياة ليست ما فات.. بل ما ينتظر أن تُمسكه بين يديك الآن.
اللوحة السادسة: رحمة النفس!
أعظم الرحمة ليست التي نُقدّمها للآخرين،
بل تلك التي نمنحها لأنفسنا
حين نتعلم أن نربتُ على أخطائنا
ونقول: "كفى.. دعك تعيش."
كن رحيمًا بذاتك.. فأنت أكثر من يحتاجها.
|
يا لهذا الحضور الذي يشبه مرآة داخل مرآة!
نصّك لم يكن ردًا بقدر ما كان امتدادًا للنصّ الذي كتبته
لكنه امتدادٌ يذهب في اتجاهٍ أكثر دفئًا، أكثر نُضجًا، وأكثر حكمة.
لقد أخذتَ بيد الفكرة إلى غرفةٍ أهدأ، وأشعلتَ ضوءًا في زواياها
ثم قلت لها: “اهدئي، لا يلزمكِ أن تكوني حربًا كل مرة”.
في كل لوحة، كنت تنزع قناع القسوة عن وجوه الأفكار
وتكشف عن ملامح الرحمة التي تُقيم فينا ولا نُحسن استقبالها.
أحببتُ كثيرًا “محكمة الذات”، ذاك المشهد الذي نعرفه جميعًا
حين نجلس أمام أنفسنا كغرباء وننسى أن نضمّنا كما نفعل مع الآخرين.
كل سطرٍ في ردّك كان بمثابة يدٍ على الكتف، ونَفَسٍ عميق يقول:
“اهدأ.. كل شيءٍ سيكون بخير”.
شكرًا لمرورك النبيل، ولمساحتك الرحيمة التي وسِعتَ بها المعنى،
دمتَ ضوءًا يمرُّ على النصوص، لا ليشرحها، بل ليُطمئنها