منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رحلة الحلم والأجر الروحي!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2025, 11:17 PM   #2
عُمق
( كاتبة )

الصورة الرمزية عُمق

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13069

عُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعةعُمق لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


في عالمٍ تضيقُ فيه المسافات وتزدحمُ التفاصيلُ بالضجيج.. يبقى الحلمُ ملاذًا سرّيًا للروح
ومرآةً تعكسُ ما لا يراه العقل في يقظته.
الحلم ليس دائمًا عبثًا عابرًا بل قد يكون رسالةً مشفّرة/ أو سعيًا روحيًا لا يُدرك بالمنطق بل يُستشفّ بالإحساس.
وفي هذا النصّ القصصيّ التأمليّ.. تنفتح أمامنا أبوابُ عالمٍ يتداخل فيه الواقع بالحلم
ليكشف لنا عن معنى الخير المجّاني/ والأثر الخفيّ الذي يخلّفه العطاء،’ حتى حين لا يرانا أحد
بين الحلم واليقظة/ تمتدّ رحلةٌ لا تُقاس بالخطى.. بل بما تُضيئه من أعماقنا.

في ليلٍ رماديٍّ من رتابة الحياة/ انفتحت بوّابة الحُلم/ لا لتُعيد ترتيب الصور
بل لتزرع المعاني في أماكن لا تصلها اللغة.
عبر ممرٍّ من الضباب والمفاجآت/ سار الحالم في عالمٍ موازٍ لا يخضع لمنطق المكان ولا قانون الزمان.
هناك.. حيث تتجاور المطاعم كرمزين للحياة/ أحدهما يعجُّ بالحركة والآخر يرقد كذاكرةٍ تُقاوم النسيان.

لم يكن الحلم سوى مرآةٍ تُحدّق في الروح
طفلٌ لا يُشبهه لكنه يُمسك بيده/ زوجة ليست زوجته لكنّها تُشبه الحنان.. وشقيقتان تُحاورانه كأنهما تُعيدان إليه تفاصيل منسيّة.
كل شيء بدا مألوفًا وغريبًا في آنٍ.. كما لو أنّ الروح تسير في دربٍ تصنعه نيّة الخير وحدها.

وهناك.. في قلب المطعم المهجور/ لم يكن التفاوض مع الواقع بل مع العدالة
كيف يُمكن للضوء أن يتقاسم الظلّ؟ كيف نُحيي ما مات دون أن نمحو ما عاش؟
لم يكن السعي إلى الربح/ بل إلى اتساع القلب.. إلى أن يُصبح الفعل الصغير صدًى يتردّد في الحلم وفي اليقظة.

وحين استيقظ.. لم يَضُؤ الصباح من النافذة فحسب/ بل من داخله.
أدرك أنّ ما فعله في الحلم كان امتدادًا لنورٍ أعمق
الخير الذي نمنحه في عوالم الظل.. هو الخير الذي يُنبت فينا بذرةً من السلام.
لا فرق بين أن تصنع الرحمة في وهمٍ أو في وعي/ ما دامت النية صادقة.. واليد مبسوطةٌ بالعطاء.

وهكذا.. لم تكن تلك الرحلة داخل الحلم إلا إشراقةً داخليةً تُضيء زوايا مظلمة في وعينا.
لا لأننا عبرنا مطعمًا مهجورًا/ أو أقنعنا جاره الناجح بالعدل،’ بل لأننا أدركنا أن الخير
حين يُمنح بصدق يعود فينا حياةً/ ولو في عالمٍ لا نعرف إن كان حلمًا أم حقيقة.
بعض الأحلام ليست رسائل من النوم.. بل رسائل إلى الروح.
وبعض العطاءات لا تمنح أجرًا ماديًا.. بل تُمنحنا نحن، من جديد.

ففي الحلم كما في الحياة.. الخير لا يضيع؛ بل يعودعلى هيئة طمأنينةٍ لا يشوبها الندم.

 

عُمق غير متصل   رد مع اقتباس