منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ( كان لا مكان )
الموضوع: ( كان لا مكان )
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2022, 10:01 AM   #467
ضوء خافت
( كاتبة )

الصورة الرمزية ضوء خافت

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 438890

ضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعةضوء خافت لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


اعتدتُ وجودها - دائماً - حيث مجلسها ...

لها زاوية تخصها تتسع لــ ( حَمولة ) ... و عرشها مقعد بذراعين تمّ إعادة تنجيده للمرة السابعة قبل عام و نيف ...

ترفض أن تجلس على مقعد آخر سواه ... و إلى جانبها وحدة أدراج فيها كل ما يحتاجه القوم ... من الإبرة و حتى أدوية الضغط و السكر و القلب و الأكزيما ...

إلا حبوب الصداع ... فهي قليلاً ما تشكو من الصداع ... رغم القلق الذي أورثَتنا إياه ...

فهي تعالج بعض آلامها بالأعشاب ... منقوع الزنجبيل أو منقوع الميرامية أو الكركديه ... و غيرها من الأعشاب التي لا أعرف أسماءها ...

ستجد لديها قطع من الشوكولاته و الحلوى التي تحتفظ بها من أجل حالات الهبوط المفاجئ ... كلما أسرفت في الجوع و اتخذت من الإضراب عن الأكل سلاح يُخضِعنا لأوامرها ...

لديها سلسلة مفاتيح ضخمة ... كل الأشياء لها أقفال ... حتى قلبها له قفل محكم ... حتى لو أبدت لكل ( الجالسين ) تعاطفها ... لكنها في الحقيقة لم تحب إلا أولادها الذين أصبحوا رجالاً ...

بعد أن استقلت رحلتها المتجهة بها لأداء العمرة ... كان المشهد حزيناً هذا الصباح ...

عندما هبطت من دنوِّي و دخلت إلى غرفة المعيشة ... و لم تكن حيث يجب ...

حيث اعتدت وجودها منذ أعوام ...

لوهلة ... لم أجرؤ أن أحل محلها و لو لدقائق ...

ثم ...

أعددت لي فنجان شاي بلا سكّر ... و جلست على مقعدها ...

كان الشعور مريعاً ...

نهضت و انتقلت إلى المقعد المجاور ...

هذا الصباح لم ينقصه إلا ( حلطمة ) أمي ... لأني ورثت عن أبي الهدوء الصاخب المزعج ... و أني - مثله - أقضي جل أوقاتي في محرابي الأبيض ...

مدركة أني أسير في هذه الحياة ... ببركة دعائها لي ( بالستر ) ... الذي تعتقد فيه و هو ظل الرجل ...

و إن كان رجلاً بلا ظل ... فهي من جيل يعتقد بأن الرجل ( خيمة ) ...

لكن أمي لا تستوعب أن الخيام أنواع ... منها ما يمنع الضوء و الهواء ... و منها ما لا يؤمن أبسط احتياج ...

لكن على يقين بأنها تدعو بما تعتقد هي أنه جيد لي ... و إن لم يكن بالنسبة لي جيداً ... و إلا ... ما كنت الآن هنا !!

أكتب في الوقت الذي يجب فيه أن أكون معها ...!

قد يعيب البعض عليّ أني أكتب ... أو أكتب عن أشياء خاصة جداً ... قد تكون سلاح ضدي ...

لكني لم أعد أعبأ بالآراء ... و الانطباع ...

إنها مجرد أفكار ... أتخلص منها هنا و هناك و هنااااااك ... حيث لا أحد يقرأ ... أو يستقرئ ...

أترقب لعودتها بعد أيام ... لا أظن أنها ستكون طويلة ... لكنها أيامي الأكثر هدوءً و سكوتاً ...

و بلا شك ... المطبخ سيبقى نظيفاً ... و سنكتفي بالطلبات ...

و أخفي معالم ما تعتبره أمي ... جريمة في حق أجسامنا !

 

ضوء خافت غير متصل   رد مع اقتباس