هناك رجل ... تفصلني عنه ملايين السنوات الضوئية و المسافات الأرضية و الحدود الواقعية ...
لا أعلم إن كان حياً يتنفس ... أم انتقل إلى رحمة الله ... على كل حال أتمنى له السلامة أينما كان ...
لم يكن حبيباً ... كان صديقي الأقرب إلى نفسي ...
و لولا حِدة طباعه و عصبيته النابعة من الضغوط التي تحاصره و العبء الثقيل الذي يمشي به على الأرض التي لم تتحمل خطواته ...
لاستمر تواصلنا ... لكني اخترت الابتعاد عنه ... أو بالأحرى الظروف خدمتني فابتعدت ...
قلة الحيلة ... تجبرنا أحياناً للنأي بأنفسنا ...
فقلة الحيلة تجلب شعورا داخليا بالضعف و القهر ...
رغم أنه لا يشكو من هذا المرّ الذي رافق حياته ... لكن مزاجه الحاد كان يفشي معاناته ...
هو الوحيد في تلك الحقبة و ما سبقها الذي يعرف ما أحب و ما أكره ... و ينقب في وجهي و ملامحي عن كل أسباب قلقي ...
كان مشروع حب ناجح على الصعيد العاطفي ... و مشروعاً فاشلاً على كل الأصعدة الأخرى ...
لكن أحداً منا لم يقع في حب الآخر ... كانت تجمعنا علاقة حباقة فريدة لا تُنسى ...
تم طرده من كل المنتديات بسبب سلاطة فكره و جرأة طرحه المباشر ... و رأس قلمه الذي كان يضغط على جوهر المشاكل و الأزمات ...
كما يقولون بالعامية : مشكلجي !
لكني لم أجد مشكلة معه ... إلا أني كنت حينئذ في قمة التعب ... و أرجئته إلى زمن لم يعد فيه ...
الله يذكرك بالخير يا وطن ...