لا نبحث عن الكمال ...
بل عن جودة الممكن ...
المفاضلة يجب أن تكون عادلة ... و نحن في الحقيقة لا نملك أداة العدل و لا أسسها ... لأننا بشر تقودنا أهواءهنا و احتياجاتنا
حتى لو قلنا أننا نفعلها بلا مقابل ... نحن لو تفكرنا و توغلنا في حقيقة أنفسنا ... نريد المقابل الذي قد يكون هو الدافع الحقيقي وراء ما نفعله ...
عن الجودة ... إذا بلغت الحد المرضي لذاتك في شخص إنسان ما تربطه بك علاقة إنسانية سواء عاطفية أو اجتماعية أو غيرها ...
يصبح بالنسبة لك هو المعيار ... الذي لا شعورياً تجعله أساس للمفاضلة تقارن به و تصنف به علاقاتك ...
فتخصّه بما يخصه ... و تمنحه ميزة التفرد فيما يحصل عليه منك ... سواء بالعطاء أو بالسؤال ...
و هذا يعني أنه بلغ في إرضائك مبلغاً لن يبلغه أحد ...
حتى لو لم يدرك من سواه أنهم أقل شأناً أو مكانة في نفسك و حياتك ... و أنت فقط من يدرك تلك القيمة ... أنت الذي منحته هذه القيمة حتى لو لم يدرك أنه يستحقها ... و يعتقد نفسه شخصاً كأي شخص عادي ...
و ربما يأتي تحفّظكَ على إبداء و تبيان مكانته ... من حيثيات أخرى لا يسعكَ توضيحها ... و لا تفسيرها ... و لا يمكن لأحدٍ سواك أن يضع لها تأويلاً حقيقياً إلا أنت ...
حتى لو صدَّق أو اعتقد أو آمن الآخرين بأنهم معنيين ...
الحقيقة ملكك وحدك ...
أنت حرّ في أن تؤكدها ... أو تفندها ... أو تتركها هكذا ... عائمة على سطح الظنّ ...