كفن " ندى " تم نسجه خلال ثلاثة أعوام ...
كله من ورق ... و ذِكر ما أتى عليه من بعدها ذِكر ...
كانت تحب الورق ... و مثلي تعاني من الأرق
نسهر ... و نتلعثم في الكلام ...
نتابع ألف فيلم في ليل طويل جداً ... نقصقص الشعور ... و نحذف المشاهد من ذاكرة الجمع ...
كانت تهذي ... بحلم
و كلما تجسّد همهمت : أريد مزيداً من الورق ...
بعدَها ما عدت أخاف من الغرق ... إلا في الماء
أرى شَعراً و شِعراً في المنام ... يجري مع النهر
أرى ضفائرها كأرجوحة ... و أيامي تتأرجح معها ...
و " إيمان "
التي كانت تخشى ... أن تلمس زناد قلقنا ...
كلما أطلّت برأسها ... ابتسمنا كزهرتين ذابلتين ...
توشك أن تسأل ... فنفغر فاه السكوت ...
و نجرجرها إلى متاهات الكتمان ... و دهاليز الأوراق التي غطت الجدار الشمالي ...
تلملم خيبَتنا ... توصد الباب ...
نضحك ... كشجرتي تفاح ... في موسم الإثمار ...
سألتني " ندى " : إذا انتهينا ... هل يمكن أن نفتح صفحة جديدة ؟
ماتت ... و لا زلت كل حين أفتح صفحة جديدة ... و أجدها خلف الصفحة ( تبتسم لي )