أركض في حيز لا حدود له ... و لا أحد يشعر بأني ألهث تعباً ...
لأني ببساطة ... جالسة كالمعتاد على حافة الوقت المتاح لنلتقي ...
هم ... و أنا ...
نحن أركان المأساة ...
لأننا نلتقي كل لحظة ... و بالكاد نرى بعضنا البعض ...
تماماً كالمارّة ... كلّ منشغل بما يهمّه ...
و همِّي ثقيل يا أمي !
أعددت الحياة و فصّلت مواقيتها ... بحيث لا أرى ... أكثر مما يحتاجون لي أن أراه ...
فرؤيتي و رأيي يجرحهم ... و يفضح ذاكرتنا المغشوشة ...
نحن نمارس الغش الاجتماعي بمهارة عائلة سعيدة جداً ...
نتقن فن الكلام و السكوت و الضحك ... نلقي الطرائف و نجيدتقمص الأدوار و نجيد الطهو كذلك ... حتى أفكارنا نطهوها كلّ على حدة ...
و نتناولها بمزاجية متطرفة حتى نحطم الأطباق على الأرض التي لم تعد تتحملنا ...
نبكي ... و نبكي ... و نبكي ...
ثم نعد إبريق شاي ما بعد الغداء الذي لم يتناوله أحد ...
نعيد فتح باب حديثٍ آمن ... و نتفق على وضع خطة عمل جديدة لننقذ ما يمكن إنقاذه !
نحن بحاجة لفرقة إنقاذ مستوردة ... لا تتكلم لغتنا ... و لا تملك خلفية عن سلوك هذا المجتمع ... لأن كل ما يتم فيه ... مبرَّر بطريقة ما !
تجيز لنا حتى أن نتقاتل ... دون أن نموت
و لا بأس أن يكاد أحدنا أن يفنى مقهوراً أو ذليلاً ... المهم أن نبتسم في الصباح الباكر ...
و كل ينتظر الحافلة التي سوف تقّله إلى عالمه ...