أهلاً بك ياعبدالرحمن وبشعرك وعطرك ..
حسناً أسمح لي أن أرد ردّاً عفوياً على عُجالة -
-
عن النص :
أنت لاتحتاج الحديث المُرسل السطحي ولا المُنمق الرتيب .. أعتقد أنك فعلاً مللته ياعبدالرحمن لذا
دعنا نتحدث عن النص " خارج النص "
لطالماً قلنا أنه لايوجد تعريف للشعر إلا الشعر - أرجوك أضرب بكل التعاريف عرض الحائط لأنها ناقصة وغير مكتملة
وعلى رأسها : أنه الكلام الموزون المقفى .. لأننا لو آمنا بذلك لأخترعنا مسميات آخرى للشعر لسد فجوة هذا التعريف
فهو منطقي نوعاً ما - والشعر جزء كبير منه غير منطقي ، وهو رتيب والشعر عدو الرتابة صديق الفوضوية ولو كانت داخلية وليست خارجية ..
لم يتطرق للعاطفة والشعر أصله " الشعور " لم يذكر الدهشة والشعر كلام له وقع السحر ..
لذا فعلاً أتجهنا للقسيمات لسدّ فراغ التعريف ، حسناً نصّك يلغي هذه التقسيمات :
هل هذا النص حداثي : لا
الدليل : لو العتب يرضي المخذول و يسلّي
ما شفت قلب الطروب ينام بجروحه
هل هذا النص تقليدي : لا
قوم افتح الريح لأبواب العتب ، خلّي: *
حزني يهب أوضحه و يبرر وضوحه
هل هذا النص سريالي : لا
الدليل : صادق مثل دعوة أُم و نيّة مْصلّي
غارق مثل قلب صبّ و عين مجروحة
إذن هذا شعر - يلغي كل التقسيمات ويُبقي على بريق الشعر بمنطقيته ولا منطقيته باأنفعالاته وتفاعل تفعيلاته معها ، ورونقه ودهشته ..
-
شيء مهم ربما يعتبره البعض : عادي
هذا البيت :
وش يدري النار عن حزن الفراش اللّي:
ياما على جالها هام و رمى روحه
هو يُقرأ للعادي بعاديّته ، وهو ليس كذلك : يوجد وقفة للركوز هنا - ثم أستكمال في العجز
وهذا تمكن عبدالرحمن من أدواته وأثبات حقيقي لمن يقول أنه من المفترض أن يتماهى الشاعر
مع الحالة أثناء الكتابة ويستسلم لها تماماً ويدع القصيدة تكتب القصيدة بنفسها ، بما أن الشعر هو عملية أنسلاخ من الذات
ومن الوعي المطلق للاوعي - وهذا بالطبع لايقوله إلا شاعر فاشل - اللاوعي هنا يجب أن يكون جزئي لأن الشعر ولو كان فعل - فإن الشاعر فاعل
ويجب أن يُدرك كل شيء ليتقنه ، مالم يفعل ذلك فهو حتماً سيضيع في دهاليز القصيدة ويضيّع القارئ معه ..
إذن الوقفة هنا تخبرك أن عبدالرحمن مدرك تماماً مايكتبه ويعيه ويختار المفردة و يشكّلها قبل أن تشكّل نفسها
-
أكرر ترحيبي بك - وشكراً لك أيضاً
