منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - شاهد عيان
الموضوع: شاهد عيان
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2021, 10:16 PM   #1
كريم العفيدلي
( شاعر )

الصورة الرمزية كريم العفيدلي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2185

كريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعةكريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعةكريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعةكريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعةكريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعةكريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعةكريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعةكريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعةكريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعةكريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعةكريم العفيدلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي شاهد عيان


" شاهد عيان"


لاتَقترب كثيراً ...
فإِحتراقي عظيمٌ جداً
حاصرتني نارُ العيون
وانتفضْ الجُنون ..
يأتي على ماتبقى من حِلمٍ
بحالةٍ من التطاحنِ الرهيبِ
تعطلتْ كُل النواعير ..
وتشقق مَجرى النهر الخالد
غابَ مَشهدُ " الورادّات "
وغَسلِ الصوفِ ....
وضحكةُ الأطفالِ القريبةِ من الشاطىء
تَخشى التوغلَ في أدغالِ الموجِ
وقُصورِ الرملِ ...
وبعضُ القلوبِ الهائمة ِ
والأحرفِ المبعثرةِ
ونبضاتٌ هائمةٌ حين الغروبِ
وغَفلات تحت الجسرِ القديمِ
انتبهتْ لها أعينُ الوقت ِ
فأخذتها معصوبةَ الرأس ِ
ورمتها في غياهبِ إِحتراقي العظيمْ !

......................
لاتَقترب كثيراً ...
أخشى عليك انهيار منجمِ الذكرياتِ
وبُكائي المريرْ ...
لم يَعدْ هُناك مٌتسعٌ للتنفسِ المريح ِ
ضَاق حُلمي كثقبٍ في البابِ
ينظرُ من خلفهِ طفل ٌ
يُريد الولوجَ في بوتقةِ الحياةِ
أو ربما يرتجفُ خوفاً من زمجرةٍ عابرةٍ
وأحذيةٍ تنتعِلُها وجوهٌ غريبةٌ
دَهستْ كل أزهارِ حُلمهِ ..
وبات يَخشى أن لن يَحصل الربيعْ !
فأَشكلْ لديهِ النداء ...
حتى السماءُ التي يرنو إليها
حَال بينها وبينهُ سقفٌ من الخوف ِ
واستبدلتْ زُرقتها بلونِ عمائمِ الغرباء ِ
لامفرَ من هذا الحصار...
حتى الموتُ أصبح أُمنيةً رغم كثرتهِ
موتُ الأَجزاءِ أقسى من موتِ الكلِ
في هذا الميدانِ المجهولِ ....
وانعدام الأُفق الذي حَجبته أسرابُ الغربان ِ
تنقرُ رؤوسَ الضُعفاءِ على أسوارِ الحدائق ِ
ومفارق ِالطُرق المؤديةِ لدوار " الجحيمْ"

........................

لاتَقتربْ كثيراً ....
وجهُ مَديتني هو وَجهي الآن
فَقدت اسميْ وهَويتيْ وانتمائيْ
وبَات عَقلي لايتذكرُ زوايا الطفولةِ
وملاعبُ الصِبا ...
اِندثرتْ معالمُ الأشياءِ الجميلةِ
وتهدّم سورُ "المنصور"
و" بابُ بغدادَ " خر مغشياً عليهِ
عندما قُطع رأسُ " الرشيدِ"
بأي ذنبٍ قُطع رأسُ الرشيدِ ؟!
ويروّعُ " قَصر البناتِ"
وتَسقطُ شُرفاتُ " الأبيضِ"
كان قَدْ وَقف فَوقها وهو يملكُ الدنيا
يُخاطب السحابةَ _مستهزءاً_:
" أُمطري حيثُ شئتِ .. فخَراجُكِ لي "
لاصَائفةَ بعد اليوم ...
فقد اُستبيحتْ الثغور
وبَاتتْ كلابُ الرومِ تتفخذُ بناتهُ
بين " الهنيِّ" و "المريِّ"
وتحت ظلالِ النخيلِ !
تعال اقتربْ ...
بعد "هارون" انكشفْ السَتر
فأعناق ٌكثيرةٌ سيطوقها الحبل
وعروشٌ كثيرة ٌستتهاوى ...
ومدنٌ كثيرة ٌ تستباح بعد الآن
تَعال اقتربْ ...
فالمشهدُ " هُوليوديٌ" ولكنهُ أليمْ !

..............

على جمرِ إحتراقي العظيمْ
لم يبق سوى " الدلة" شَامخةٌ
وسط كل هذا الحقدِ والتدميرِ الممنهج
" شَاهِدُ عيانٍ " على بربريةِ رُعاة البقرِ
وأعداء ِالحضارةِ !.

 

كريم العفيدلي غير متصل   رد مع اقتباس