عندما تسطع عيناكِ كـ قنديلٍ نحاسيّ
على باب وليّ من دمشقْ
أَفرشُ السجادةَ التبريزْ في الأرضِ وأدعو للصلاةْ
وأنادي، ودموعيْ فوقَ خديّ : مددْ
يا وحيداً .. يا أحدْ ..
أعطني القوةَ كيْ أفنى بمحبوبي،
وخذّ كلّ حياتي..
***
عندما يمتزجُ الأخضرُ بالأسودِ بالأزرقِ
بالزيتيّ بالورديّ في عينيكِ يا سيدتي
تعتريني حالةٌ نادرةٌ .
هيَ بينَ الصحو والإغماءِ بين الوحي والاسراءِ
بينَ الكشفِ والإيماءِ بين الموتِ والميلادِ
بين الورقِ المشتاقِ للحبّ ..وبينَ الكلمات
وناديني البساتينُ التي من خلفها أيضاً بساتينُ
الفراديسُ التي من خلفها أيضاً فراديسُ
الفوانيسُ التي من خلفها أيضاً فوانيس
التي من خلفها أيضاً زوايا وتكايا ومريدونَ
وأطفالٌ يغنّون .. وشمعٌ وموالد ..
وأرى نفسي ببستانٍ دمشقيٍّ
ومن حولي طيورٌ من ذهبْ
وسماءٌ من ذهبْ
ونوافيرُ يثرثرن بصوتٍ من ذهبْ
وأرى فيما يرى النائمُ شبّاكينِ مفتوحينِ
من خلفهما تجري ألوفُ المعجزاتِ ..
***
عندما يبدأ في الليلِ احتفال الصوت والضوء .
بعينيكِ وتمشي فرحاً كل المآذنْ
يبدأ العرس الخرافي لبذي ما قبلهُ عرسٌ
وتأتي سفنٌ من جزُرِ الهند، لتهديكِ عطوراً وشموساً .
عندها ..
يخطفني الوجدُ الى سبع سماواتٍ .
لها سبعةُ أبوابٍ
لها سبعةُ حراسٍ
بها سبع مقاصيرَ
بها سبع وصيفاتٍ
يقدّمنَ شراباً في كؤوسٍ قمرية
ويقدمن لمن مات على العشقِ
مفاتيحَ الحياةِ السرمديةْ ,,,
وإذا بالشام تأتيني .. نهورا .. ومياها ..
وعيوناً عسلية..
وإذابي بين أمي ورفاقي
وفروضي المدرسيةْ
فأنادي ودموعي فوق خديّ :
مدد..
يا وحيداً يا أحدْ
أعطني القدرةَ كي أصبحَ في علمِ الهوى
واحداً من أولياءِ ( الصالحيةْ) ..
(نزار قباني)