من قال أنكِ من الظلال لا تشرقين
وأن عيونكِ الضاحكتين ليست شمسًا
ولا قاربي نجاة
وأن أهدابكِ الطويلة الرشيقة ليست أوراق سدرة
وأنكٍ لست كوكبَا من عبير
ولا بلادًا أنشأت إعجازًا كذات العماد
وأنكٍ لستِ كذلك اللغة الرهيفة بكامل رموزها وإشاراتها
ودلالاتها وأنكِ لستِ إضافةً ساحرة في قواميسها
ولا مبتداها ولا خبرها ولا جملة فعلية
ولا حتى حتى التي أرقت رهط النحاة
فماعرفوا على أي جسرٍ من الكلام يمضون
وأن جهاتكِ ليست علامات سماوية ترد
المفؤد وهو يملأ ليلاه بمناديل الزعفران
تذكره بايحاء الملاك هاتفًا يسلي توحده
قبل أن يرنحه مذعورًا الهلاك