بينما تدافع بأصابعك الألف الثقوب المضمدة التي ملأت قاربك: يفور الماء تحتك، وتقفز إليك فقاقيع غير موءودة، لتنفجر في وجهك، بصوت تألفه جيداً، اعتاد/اعتدتّ أن يداعب أذنيك بتحية الصباح، ويقهقه عالياً وسط نكاتِك المكررة، ويتحد مع صوتك عندما تدندنان بما تسميانه "أغنيتنا"، ويُلهب أوصالك ليلاً.
والآن.. بعد أن تبدّت ملامحُها تحت الماء، ها أنت ذا تفلت أصابعك الألف؛ وتلصقان أيديكما ووجهيكما على أرضية القارب الزجاجية، وعيناكما الجاحظتان _الخالية من الحياة_ التقتا؛ وتدميان حقيقة واحدة: كلاكما كذب على الآخر؛ لستما بخير.
وبينما لا وقت للتساؤل، ولا الفقاقيع:
رويداً رويداً يغرق القارب.