.
.
.
إنها الرابعة عصراً.. أصنع كوباً من الشاي و بيدي قطعة من البسكويت... أقضمها و أستمر بالتبرير الذي لا ينتهي :
- أخبر من... أنتِ مجنونة؟ سيمنعوني من الخروج أنت تعرفين الوضع.. أمممم... لا لن أخبر أحد ... فقر دم و نقص حديد فقط يا فتاة.. أنا بخير حقاً.. أنا آكل الآن... أمممم... شاي و بسكويت.. لا أريد تفاحة.. لا شهية لي للموز أممم سآكل بروتين.. طيب طيب.. مع السلامة..
.
.
.
لم أكن يوماً ممن يساومون على مرضهم أو يستعرضون به.. بل إن من يراني يشك في مرضي كثيراً.. ليس من المعقول أن تكون هذه الضحوك مريضة.. المرضى بائسون..! أنا لدي تسليم بالمرض.. فهو جعلني أكثر ضعفاً و قوة في ذات الوقت.. لقد كان يقول ليس من المعقول أن تمرضي بهذه الكثافة.. هذا ليس طبيعي.. يا قلبي الجميل و متى كان حبك طبيعيا؟ دائما الطبيعي و الاعتيادي ممل.. و لم يكن عِشقي لك يضاهي أي شعور جربته يوماً...
.
.
.
نظرت إلى الشاي الذي برد و شربته دفعة واحدة كالدواء.. مُرّاً بارداً.. نظرتُ إلى بقايا الشاي.. و أنا أفكر.. هل لا زلت تشرب الشاي كما الماء.. و هل لا زال ثقيلاً كما تحبه .. وضعت الكوب و أنا أقرض البسكوت الجاف .. كنت أحب القهوة.. لكنني الآن أجنح للشاي أكثر.. فهو يجعلني أكثر دفئاً و سعادة لأنني أراكَ فيه.. أرتشف بعضاً من روحك التي تعشقه.. أفتح كتاب و أحاول أن أقرأ فيه.. أغلقه.. فلا فائدة من القراءة و أنا بهذا الاضطراب.. كتبتُ بعض الحروف و حذفتها لأنها بلا اتساق.. أنا أكتب كدمية بلا روح.. و بدأت أشعر أن من يقرأ لي يشعر بالملل من حزني و دموعي... الصمت أفضل بكل الأحوال...
.
بزغ القمر من نافذتي الكبيرة.. أبيضاً كبيراً جداً.. الآن أنت تنظر إلى القمر مثلي؟ أتذكر عندما أناديك يا قمري؟ لا زلت َ قمري.. و كل نجومي.. تصبح على أحلام سعيدة يا قلبي!