منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حديث الغمام
الموضوع: حديث الغمام
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-20-2007, 02:04 AM   #12
عبدالله الدوسري
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالله الدوسري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 52

عبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعةعبدالله الدوسري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


هو : داعبت أختي الصغرى وهي تجلس على ركبتي ،، جاءتني الأخرى بفنجان شاي ووقفت مرتبكة ،،


ابتسمت وقلت لها : هاتي ما عندك ،،


فقالت بسرعة ولهوجة : ستقيم المدرسة في الأسبوع القادم حفلة تخرج ،، ويلزمني فستان مناسب


قلت : ولكنك لن تتخرجي هذا العام ،،


فقالت : أجل ولكن ستكرم المتفوقات في جميع المراحل ،، وأصرت المعلمة أن ألقي كلمة المتفوقات ،، وسوف تحضر مديرة المنطقة ،، ولكني أستطيع الاعتذار إذا ،،


فقاطعتها قائلا : لا عليك سوف نذهب غدا ً إلى السوق ونشتري ما يعجبك ،،


قالت : صدقني لولا إصرار المعلمة على وقوفي أمام الجميع لما خشيت أن أرتدي أي شئ


فقلت : إنك تستحقين نور عيني ،، سأراك بإذن الله طبيبة عظيمة ،،


" كدت أغص لهذه الأمنية " ،،


فقالت الصغيرة وهي تعبث بنظارتي : وأنا أريد فستان ،،


فقبلتها وقلت : لك ذلك ،،


قالت الوسطى وهي تسند كتفها على الباب : أنا متفوقة ولم تشتري لي هدية ،، أم أن الهدايا لأناس دون غيرهم ؟ ،،


قلت : سنذهب جمعينا غدا ً إلى السوق فتختاري هديتك بنفسك ،، هل يرضيك ذلك ؟! ،،


فقالت أكبرهن : هيا بنا دعوه يشرب الشاي ،،


ثم جاءت وحملت الصغيرة من حجري ورمقتني بامتنان وهمست : شكرا ً ،،


بعد ذهاب شقيقاتي قالت أمي : أود أن أحمل عنك بعض حزنك ،،


فقلت : الحق أنني لا أدري ماذا أفعل بحياتي ،،


قالت : سنبلغ يوما ً شاطئ الأمان


فقلت : سأبلغ الشيخوخة قبل ذلك ،،



حملتها وأرقدتها على فراشها ثم قبلت رأسها ،، أغلقت باب غرفتي وأشعلت سيجارة وسرعان ما ذكرتها ،، جرح القلب والكرامة ،، أهيم على وجهي بلا مأوى ،، الحرارة المشتعلة في رأسي تبخر لذة الجلسة مع أسرتي ،، لا رغبة لي في الخروج ،، فلا مهرب من السهر في غرفتي رغم ضجر الوحدة ،، أجلس وأدخن وأرهف السمع للصمت ،،


هنا معبد تقدم به القرابين إلى الأمل الراحل الذي أصبح رمزا ً للسعادة الضائعة ،، هنا تنقض شلالات السخط على كل شئ بغير استثناء ،، اسمع واهنأ بشئ من العزاء ،، إن أضجرك الكلام فمد بصرك إلى الطريق ،، راقب الآتين والذاهبين ،، حركة سريعة لا تتوقف ولا تنقطع ،، وجوه مكفهرة وضاحكة ماذا وراءها ؟! ،، كل يحمل مأساته أو مهزلته ،، أضواء الميدان قوية مثيرة للأعصاب ،، ومثيرة للأعصاب أيضا ً سيارة رئيس القسم الفارهة ،، وأغرب الأغاني تنطلق في الطريق ،، لا يبقى شئ على حاله التي كان عليها إلا الشجر والبيوت ،، ويدوي تعميم في مكان ما فينشر الأكاذيب في الجو مع الغبار ،، تعب ،، تعب ،، فلأعد إلى الكلام ،، خرابة صغيرة بعشرين ألف ،، الجرائم التعليمية ،، كم مضى من أقساط الديون ؟! ،، كم عدد أصحاب الملايين ؟! ،، الأصدقاء والأعداء والطفيليون ،، المهربون والقوادون واللصوص ،، حكايات ألف ليلة وليلة ،، نادل المطعم عنده أيضا ً حكاية وعند سائق التاكسي ،، متى تبدأ الولادة ؟! ،، الرشوة على الملأ وبأعلى صوت ،، فيتامين ( و ) لعلاج الشلل رغم أعراضه التي تسبب السرطان ،، شيخ العصابة له كتيبات ،، الدوائر الحكومية كانت مكانا ً للرقص فأصبحت مكانا ً للغناء ،، أنواع الجبن والأجهزة والمفروشات ،، البنوك الجديدة ،، كم ارتفع سهم شركة الفضاء ،، ويسود صمت شامل ريثما تذهب امرأة غير محتشمة ،، وتعقد مقارنة بين تضخم تضاريسها والتضخم المالي العام ،، ومتفائل يؤكد بأن زوجها يخونها ،، لا خلاص إلا بالخلاص من الفساد ،، حرب أبدية مع الذات والويل لعملاء التطبيع ،، كفى ،، كفى ،،


لم أحتمل الوحدة فخرجت ،، في الوقت متسع لقليل من التسكع ،، الفرار منك جهد ضائع يا حبيبتي ،، مرض الحب بطئ الشفاء وأخاف أن يكون من الأمراض المزمنة ،، لا يعزيني عن إساءتي إليك إلا أنني أسأت ضعفين إلى نفسي ،، في تخبطي أذهب إلى المقهى فألقى صديقي ،، يا صديقي لقد انفصلت عن خطيبتي ،، غير موافق طبعا ً ويطالبني بإعداد لقاء بينه وبين أبيها ،، الوداع يا صديقي مضى وقت الكلام ،، أعدك بأن أكون عدوا ً للكلام بقية العمر ،،



ولما قابلت مدير القسم في الصباح قال : آسف ،، ولكنك فعلت الصواب ،، وسوف تضحك لك الدنيا ،،


وتلاقيت مع طبيبة الأطفال في نظرات مسترقة باحت بمودة لا خفاء فيها ،، دافئة وعميقة ومراوغة ،، إنها غير مقصرة في إبداء مفاتنها ورزانتها معا ً ،،


كأنما تقول لي إني امرأة فاضلة ولكن لا حيلة لي مع مفاتني ،، فهل يعجبك هذا الطراز من النضج الأنثوي المتخطي حلقة الشباب ؟! ،،


المسألة بالنسبة إلي مسألة جوع أولا ً وأخيرا ً ،، لعلها تنظر إلي باعتباري حملا ً على حين أنظر إليها بعيني ذئب ،، لكن كيف ومتى وأين ؟! ،، يا عزيزتي ،، يا أنفاس السحاب التي تتمايل الأغصان شوقا ً إليها ،، أنظري ما الذي فعلته بي ؟!

 

التوقيع

المتشرد

عبدالله الدوسري غير متصل   رد مع اقتباس