هل كانت الشوارع متسعة إلى هذا الحد؟
هل كانت عقارب الساعة تتحرك بكل هذا الإعتدال والإتساق دون أن تحدث ضجة من قبل ؟
هل كان اعتكافي في أول مكانٍ جمعني بهِ, عرّفني عليه ذنباً لا يغتفر؟
هل كانت الأغنية الوحيدة التي احفظها عن ظهر غيب والتي حشرت نفسي طواعية في ثناياها طيلة ذلك الوقت
دون أن اجرب ولو لمرة واحدة فقط التملص منها خطيئتي الوحيدة؟
هل كانت أحاديث من اعرف ومن لا اعرف في طابور المقهى الذي ارتاده كل صباح مُلهمة ومؤثرة للحد الذي
جعلني اشعر بفراغ كبير بداخلي الآن؟
هل سارة ودانة ولبنى ورانية سينتهي بهن المطاف حيث بدأت شرارة الغربة الأولى؟
هل وقعت في قلوبهنٌ غيمة حنين انجلت على اثرها كل الأسباب التي دعتهن إلى الرحيل؟
هل سيكون بوسع قلوبهن الإيمان واليقين بأن كل ماهو آتٍ خير ؟
هل كانت العمة آمنة تدرك ما سوف تؤول إليه الظروف حين ودعتني على غير العادة الشهر الماضي
آملة أن تلقاني بخير وبصحة وعافية في العيد القادم؟
هل أنا وأنت عالقين الآن في زحام كابوس واحد نتأمل السماء ذاتها ونحصي النجوم كل يوم وننام وكلانا يدعو الله
بكل مايملك من يقين بأن تنجلي هذه الغمة ونعود لمزاولة ما اعتدنا عليه..
رتابة الأيام التي كنا نعيشها أضحت اليوم هي كل ما نأمله ونتأمله ونحن له!
سارة القحطاني 24 مارس 2020