المتسكعون يملؤون الأرصفة،
وهي تمشي في الطَّريق
تتهادى نحو المساء اليتيم
يرقبُها كهلٌ قيل عنه بعلها
هو ذاك الَّذي سَرَّت نفسها بأنَّه نعلها
كم راودتها الأحلام بفارسها المجهول
الَّذي خالته سيأتي ذات يوم !
كم خادعتها الرُّؤى في المرايا الكاذبات !
تمضي،
وقصيدة عطرٍ تسبقها،
وتحت عباءتها النَّحت،
والثَّورة الحمراء،
وبين الخطوة،
والخطوة تلوح مفاصل السَّمراء
تمضي،
وعيون الذِّئاب تأكل من كلًّها ما تشاء !
أي حظٍ عاثرٍ رسمته الأيام في جبينها الأغر ؟!
من وأد الرَّبيع،
والفراشات في مقلتيها ؟!
وهدم القلاع في صدرها المغبون،
واحرق الرَّايات بشمِّ الرَّابية ؟!
وإن تراءى لك البحر في أعماقهِ هادئاً،
فالأمواج حتماً ستنتحر على الضِّفة اليابسة.