تجري ايام العمر مسرعة
و يزحف الشيب إلى رأسي من بين دقات الساعات
قد أبدو شاحبا – يا حبيبتي - للوهلة الأولى
و لكن حبيبك بالفعل قد مات ..
العُمر !!
غفوة قصيرة كان ..
و عين الدهر لا تغفو
تسهر في نحت تجاعيدها عليّ
كل شيءٍ ولا تعفو
الا القلوب .. ابدا لا تشيخ
بل بالوقت تنضج و تحلو
فهاك قلبي .. اقضمي منه ما شئتِ
فهو في الاصل ..
لكِ
و بكِ
و اليكِ
فلا تحكمي عليه من افعاله
ولا اقواله في الغياب
و سامحيه بلا عتاب
و أما عن جرحك له و العذاب
فلا عليكِ ..
لا عليكِ ابدا يا صغيرتي ..
لا عليكِ
فالوقت كما يُفنينا
يُفني الجراح
ولا يُبقي الا الذكرى
أفراحا كانت أو أتراح
و مضى الف عامٍ و انا اقتات على ذكراكِ
و انتقم لجرحي من كل نساء الكون
الاكِ
يا أقرب ما أكون إلى السماءِ
و أبعد ما اكون عن الفناءِ
يا معذبتي و ملهمتي
يا سعادتي و تعاستي
و فرحي و شقاءي
أما ان الاوان للقاءِ؟
هذهِ يدي ..
فـ لتأخذيني إلى سلامٍ لا أجده في رأسي
و لتوقظيني بقُبلة حياةٍ تقتل فيّ وهن نفسي
و لتبني للأمل صرحا علي كل اطلال يأسي
فـ انا لم أعد املك طاقةً لأستحضرك من صورنا القديمة
و احلامنا اليتيمة
و حشيشتي اللعينة
و خدر كأسي
فـ لتدفنيني في صدركِ و بين ذراعيكِ
بضمةٍ يذوب لها الشوق اليكِ
و لـ تغزلي لي من حنانكِ شالي
و دثريني به ..
لفيه حولي ..
من فوقي ومن تحتي
و من خلالي
و لنغزو سويا مدينة الممكن
و نَدُكُّ أسوار المحال
فـ لقد أضعنا الكثير من الوقت في الفراق
و قطار العمر مضى
و إن لم نلتقي الان يا صغيرتي
فـ متى؟
و إلى متى سيقتلني سؤالي ؟
فـ يا قرة عيني
و نبض قلبي
تعالي ..
ولا تأبهي لألسنة العواذل
و لـ نُبقي على عادة ايامنا الخوالي
حين كنا لا نأبه ابدا
و لا نكترث لأحدٍ
و لا نُبالي
فريد 25/12/2017