منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - أنا أحق بالشفقة من أبي
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2017, 12:33 PM   #1
سالم الجابري
( كاتب )

الصورة الرمزية سالم الجابري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

سالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعةسالم الجابري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي أنا أحق بالشفقة من أبي


كان أبي يوماً ما راعياً. وعندما كبرت أنا وبدأت أعي وأقيّم ما جدّ على أسلوب حياتنا من وجود المدارس والمستشفيات والطرق والسيارات وغير ذلك من منتجات حضارة اليوم، كنت أشفق كثيراً على أبي وأتمنى لو أنّه عاش في زماننا هذا.
أبي كان يسوق الشياه للمرعى صباحاً ويجلس في الظل حتى المساء متأملاً الشياه الجميلة وهي ترعى!. وقد يتسلّى بنظم بيتين من الشعر مليئين بالفرح يغنيهما وهو يسوق الشياه في طريق العودة للخيمة. بيته وغذائه وردائه من شياهه، وكل ذلك جاء له وهو مستلقي في الظل ينظم الشعر ويغنيه.......ما أحلاها وما أسهلها من حياة.

ليت أبي يعود ويراني في حياتي الحالية. حياة المدنية أقرب للعبودية من أي حياة أخرى، حتّى النوم وقضاء الحاجة أعزكم الله يخضع لنظام. بدون الأنظمة لا تستقيم حياة، لكن حين يأكل النظام كل يوم جزءاً من حريتنا حتى تكاد تلك الحرية تتلاشى وتصبح الحياة عبئاً ثقيلاً نشعر بالضآلة الشديدة تجاه هذا الوحش المسيطر.

نحن أمام سبيلين، فإما أن نطيع وتذوب أرواحنا وتحترق وقوداً لهذه الآلة التي تدور بدون توقف فنغدو ظلالاً بدون شكل خاص ولا رائحة ولا لون إلا رائحة الدخان ولون الزيت، أو نقاوم فتسحقنا الآلة بين مسنناتها ثمّ تلفظنا مقطّعي الأوصال.

لو رآني أبي اليوم سيشعر بالشفقة لحالي بكل تأكيد، وأنا أحقّ بالشفقة منه.

 

سالم الجابري غير متصل   رد مع اقتباس