عندما ينتهي الفصل الدراسي وأودع أصدقاء الفصل
أتمنى أن أحرق العطلة الصيفية فالفصل هو المكان الوحيد الذي يجمعنا
ليس لدينا سيارات تقلنا فنلتقي كما أن تعليمات الوالدين صارمة جدا
ومليئة بالتحذير من تجاوز حدود الحارة بحجة أننا لا زلنا صغارا ..
وعندما أحاول محاورة أبي في هذا الشأن معتدا بنفسي
وأني أصبحت كبيرا وأفهم الكفت إذ أن أبي من الأباء الحضاريين
رغم تقدمه في العمر ويؤمن بالرأي والرأي الآخر يقول لي يا بني أني أخشى
عليك من الدشير مما يدعوني لتقبل رأي أبي محاولة مني لطبطبة ذاك
الخوف الذي يسكنه الآباء يقومون بدور جوهري في حياتنا
والحمد لله أني فهمت ذلك رغم صغر سني ولم أدخل في منعرجات التمرد على تعاليم الوالدين
ومخاوفهم رغم أني مشتاق لأصدقائي في الفصل وليد وفيصل و صديقي عمرو من جمهورية مصر
الذي يحتل الترتيب الأول علينا نحن الطلاب السعوديين رغم أننا في بلدنا ومع أهلنا ولا ينقصنا شيء
من التجهيزات والمصاريف والترف ومن حينها وأصدقكم القول
أني أصبحت أكن الحب لعمرو ومصر كلها لجديتهم وطموحهم رغم الغربة وأضفته
لقائمة أصدقائي المقربين بل وصل الأمر أننا بدأنا نخرج مع بعض في نهاية الأسبوع
بعد أن يحضره والده إلى بيتنا ونتناول الطعمية سويا وأحيانا يدعوني لمنزلهم لتناول
الكشري والجبن المملح من أيدي أمه طنط سعاد
حيث أخبرته قبل ذلك أن طبخ مامته يعجبني فأصبح يدعوني من فترة لأخرى
المهم أني الآن أصبحت أضيف الدشير لثأري مع العطلة
الصيفية وسيأتي اليوم الذي أحرقهم سويا وبقلب بارد ..