![]() |
.. [ هـذرلـوجـيـا ] ..!
: كانت جدتي إنسانة رقيقة جداً ، تعبث بشعري دائماً و تستطيل صدري وإن ارتفع رأسي من على فخذيها تهمس بإذني يا شقي [ لا تذهب ] ! حكيمة في زمن لا يقدر القول الجميل .. نيتها الصادقة كُتل من الغيوم ! أحبها جداً جداً .. اصابعها تقيس حرارتي .. حتى أجتمعوا فتيات الحي حولها ، ها ؟ مابه ؟ سمعنا ضجيج في السماء ؟ أحقاً لم يكن عراك نساء ؟ مالذي حدث ؟ طفلك ارتفعت درجة حرارته ؟ جئنا لنطمئن عليه ؟ إننا لسنا معجبون به ولكننا قلقين عليه ؟ قالت بصمت إنه [ يهذري ] ! فجبهته تختزل حباً بحجم الأرض لفتاة لا أعرفها ؟ يبدو أنها جميلة ورائعة وتحبه وذات خلق عالي و .... أشياء لم أفهمها ؟ هذا الطفل حقاً مسكين .. سوف أقص عليكم ماذا يقول واتمنى أن تنجحوا في فك الطلاسم ؟ ما اسم حبيبته ؟ أين هي عنه ؟ أين تسكن ؟ ماذا يقصد هنا و هناك ؟ وووو .. حتى آتي بها بجواره ليفيق ؟ إذاً اسمعوا : |
: [ ثلاثة ] ! : يتسع الأقحوان في دمي ورئتاي زرقاوان ؟ تنهمر الديمة من فمي ونهداك زهرتان ؟ تُشيئين صدري سجادة تائب ؟ فتشهق الأضلاع احتراق غائب ؟ ألا تقطع الصدى بكلتا قدميك أيها البعيد البعيد البعيد ؟ لمَ الريح ؟ لمَ الريح ؟ لمَ الريح ؟ تخنقني بلهاثها فلا أتيمم من تُربة عظامك ؟ لما الجفاف يقتات من أطرافي فقر أحلامك ؟ ألا ترين ؟ ألا ترين ؟ ألا ترين ؟ الماء يُجاهد أحزان الخسوف ؟ التُربة تقاوم أشجان الكسوف ؟ فلا هواء ؟ ولا سماء ؟ ولا مساء ؟ ولا شجرة تستظل بها أصغر أسراري ؟ لمَ شنقوا الطريق على الطريق ؟ والوريد يتلوك بسبع قراءات مجودة ؟ لمَ رموا ايماني في الحريق ؟ ونداءك يصدح في إذني فجر [ حي على قلبي ] ! [ حي على قلبي ] ! [ حي على قلبي ] ! فأركض حافياً ! ملبياً ! مُجيب ؟ لمَ و لمَ و لمَ .. لأعود أخبئك خائفة مابين ضلع وآه ؟ فتُرفع خاشعة أكف الأحلام ياالله ياالله ياالله ؟ ! |
[ وفاء وقت ] ! : أنا الجاني بـ محض ثورتي أنا الفاتك بـ ثمان كواكب أنا الهاتك عرش الألم والسبر في أغواره ! أنا أقدام الرّحالة التي تُبقي آثارها لقاطعي الطريق ، أنا تمثال الوجع المنصوب في باحةِ صدري ! جدتي : أخبري ابنتي الوحيدة ؟ أن ركضي إليها ليس ضعفاً ! إنما الحُب واحد ؟ الإحتياج واحد ؟ الأمان واحد ؟ الإنتماء واحد ؟ الوطن واحد ؟ أخبريها ؟ أني لا أقرأ الكُتب والقصائد لا أحملُ على ظهري ثقافة الفن والجرائد ! إنما ولدت إنسان تحت العادي بل جاهلٌ جداً .. فأطول ما قرأته هو [ أحبك ] وكان ذلك لي مُقنعاً وكافياً ! أخبريها ؟ أني أجهلُ الوسادة والوقت ومُعطيات الفِداء الأسطوري مازلتُ في عصرِ القديمين ! حيثُ لا أعلم متى تُشرق الشمس ؟ حيثُ لا أتقن رسم خطوط الأحلام ؟ حيثُ أني أتفقد النّور في دجنة الظلام ؟ أخبريها ؟ أن الحياة لونان ؟ رمادي داكن يسبحُ في العميق ؟ ورمادي فاتح يطفو كـ الشهيق ؟ وكلاهما من سلالة الاحتراق ؟ أخبريها يا جدتي ؟ أخبريها أرجوكِ ؟ مهما يكن .. ستكون نهاية الآه مُريحة .. مُتقنة .. موجعة عندما ينحني صدري نحو اللحد ضام بين كفيه [ إبتسامتها القديمة ] ! مهما يكن ! مهما يكن ! مهما يكن ! ! |
: يا جدتي الآن لا يُنرفزني صوت الغُراب لا يُزعجني نباح الأبواب لا تُقشعرني قرقعة الأكواب ! لا عليّ .. لتشتعل ضجة الدّنيا في الجحيم لتزداد الحركة .. ليستشهد الزحام بسبب الحُساد لتتعالى الأيادي قبل الصراخ هُنا : [ خُبز و تمر و ماء ] ! لا عليّ .. لتنوح الأبواق ترجو الطريق لتصيح .. أتربة الأرض .. شردتموني لتُرفع الستائر هُنا : [ رقص و خمر ونساء ] ! هي معي يا جدتي .. حيثُ هدوءها يجعل الكون أمامي أبكم .. فقط وحده هدير صمتها يخترق مسامات جلدي فأسقط مغشياً بين نهديها أستنجد ماء شفتيها ! ! |
: من أنا يا زمن ؟ قَشة خريف طحنتها الرياح ؟ باب مٌقفل يشكو الصياح ؟ ماء تجمد في الأصلاب ؟ أم أنا فارس سقط من جواده .. ففقد قبيلة من الأصحاب ؟ اخبرني .. وسأقدم لك جسدي قرباناً .. وروحي اكفاناً اخبرني .. وسألوح لك بمائة منديل أبيضْ ! واسلّمك ابابيل وفاء في اجحافك تغرقْ ! يا زمن ثمة حُزن مٌعاق .. لا يركض لا يسمع .. لا ينطقْ ! ثمة نفس اشواق .. لا تتكاثر لا تتطاول .. لا تشهقْ ! اتعلم ؟ لا اسوء من ذات مفقودة تنتظر موتها في ايام معدودة لا اعرفني ! لا افهمني ! لا اجدني ! من انا ؟ من انا ؟ يا حبيبتي ثار الدم .. بكى الحلم ثار الدم .. بكى الحلم جُن جنوني جُن جنوني جُن جنوني ! |
الساعة الآن 05:26 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.