![]() |
يَومِيات.. قَلْب.. مَفْطور..!
|
|
النبضة الأولى : صباح الخير يا قلبي!
. . إنه الصباح مرة أخرى! إنه حلم.. مرة أخرى..! أجمع شعري على قمة رأسي و أتخبط كي أغسل وجهي المرهق.. أستمع إلى طقطقة عظامي و أنا أتثاءب .. و أتجه للأسفل و أنا ألاحظ البرودة الشديدة للتكييف المركزي أنظر إلى جواربي الثقيلة و القميص الواسع الثقيل الذي أرتدي و أضع قبعته على رأسي لأن أذني باردة كالجليد.. أشغل جهاز القهوة و أشتم رائحة القهوة المحمصة الطازجة في الأجواء.. أصب لي كوباً من السائل الدافئ و أمسك الكوب بين أصابعي منتشية راضية بالدفء الجميل الذي بدأ يتسرب لهذا الجسد البارد كالثلج. أبدأ الصباح بهدوء وحدي قبل أن يستيقظ الجميع.. - صباح الخير يا قلبي! لا زالت هذه العادة.. فيي لم أتخلص منها.. أفتح على صورتك و أقرئها السلام ككل المجانين في هذا العالم.. القهوة تؤلم معدتي المسكينة فأمسك بفمي و أتقيأ و أنا مصدومة! لماذا يؤلمنا ما/ من نحب؟ لماذا توجد هذه المتعة الشديدة ممزوجة بهذا الألم الشديد؟ أضرب قبضتي بالجدار و أنا أتمتم.. لماذا؟ لماذا؟ و كأن الحب هو الشعلة و النار .. هو الحريق و الترياق بشكل غريب.. أغسل أسناني و أنا أشعر بالقرف من القيء الأصفر الغريب.. أبعد صورته عن ناظري متمتمة : عليي أن أتوقف عن النظر إليه و متابعة أخباره ككل الفاشلين في العالم.. أضم ذراعي على جسدي و أنا أسوي ملابسي التي غرقت بالمياه ... - ألو.. نعم.. نعم.. متى؟ نعم أريد أن أغير جو..من ؟ نعم.. بعد ساعتين من الآن.. سأتناول الفطور الآن يافتاة! طيب.. طيب.. يلا أراكِ! عليي أن أتجه للنادي الرياضي.. هناك فقط أصرخ بأعلى صوتي.. فلا أحتاج كتفاً أبكي عليها بعد اليوم! |
|
|
النبضة الثانية : أصابكَ عِشقٌ؟
.
. . - جلبتُ لك الموزة! - شكراً هيا بنا كي نكون في الصف الأمامي.. - إن شاء الله.. من المدربة اليوم.. ؟ - ألم تري الجدول؟ أنتِ مهبولة فعلاً.. - أنتِ الأستاذة أنا مجرد تلميذة لكِ! - سأختار لكِ أغنية شغلي البلوتوث يا بنت.. اخترت خيار البلوتوث في السيارة و أنا أسأل عن اسم جهازها.. حركت أصابعها بسرعة و هي تقول .. أممممم أصالة..! انساب صوت أصالة ناعماً قوياً كسيف حاد .. و هي تزعق بالاغنية و أنا أهز رأسي و أبتسم.. أنا أتهدم من الداخل.. و أصالة تدوس على الجروح بنعومة مطلقة! ( لا تتعذر باحتياجك كلنا ناقص حنان كلنا طفل يتمنى أي شخص يحضنه) - مارأيكِ بالأغنية؟ - هاه؟ اتجنن ! - انتبهي! - آسفة.. آسفة.. على العموم وصلنا..! دخلت مع صديقتي النادي و أنا أشاهد الفتيات متناثرات هناك من تتسلق سلم لا يتوقف عن الحركة و من تمشي و من تركب الداجة الثابتة.. ناهيك عمن تحمل الأثقال أو تطوح بيديها أو رجليها و هي تنفخ.. علقنا العباءة و الشيلة و نحن نحمل الحقائب الرياضية.. نظرت إلي و هي تقول.. ملابسكِ واسعة جداً.. لماذا لا تشترين مقاسك؟ - هذا مقاسي! - لا.. لا أنتِ تتخيلين انظري إلى المرآة جيدا لقد ازددت نحافة هل تأكلين أصلاً؟ - نعم.. آكل كثيراً! -نظرت إلي بشك و هي تقول : واضح ما شاء الله! - لن أغير مقاسي ستكبر عضلاتي! - هيا تعالي..! صفقنا لرؤية المدربة و ضربنا كفوفنا بكفها القوي.. و بدأت بوضع الأغاني و نحن نقلدها و نصرخ و نصفق بكل شقاوة ممكنة.. أغنية بعد أغنية و نحن نرقص و نخطئ و نضحك كالمهابيل تماماً.. و انتهى التدريب و نحن لاهثات ذوات شعر ملتصق و ملابس مبتلة من العرق... - كول داون ليديز..! ثم وضعت أغنية ( أصابكَ عِشقٌ) و بدأت بالتحرك ببطء ( أم رميت بأسهم) و هي تتنفس بعمق.. ( فما هذه إلا سجية مغرم) اضطربت خفقات قلبي و أنا أتذكرك..( ألا فاسقني كاسات و غني لي) اصطكت أسناني و بدأ جسدي بالارتجاف.. ( بذكر سليمى و الكمان و نغّم) هأنذا أضعف.. أنا على حافة الانهيار.. منهكة رفعتُ يدي.. و رأيت النجوم القبيحة و واجهتني أحذية الفتيات.. - يا إلهي.. لقد سقطتْ.. كوووووتش.. الحقي علينا يا كووووتش! . . . ليس الأمر رومانسياً كما كنت أتخيله عندما كنت أصغر.. أسوء ما قد يحدث لك أن تفقد السيطرة على - ما تظن - أنك تملكه.. و تتأكد أنك - كإنسان ضعيف - لا تملك شيئاً البتة.. بل نحن مجرد طين بدور معين و سرعان ما نمّحي.. ( و أحسد كاسات تقبل ثغرها.. إذا وضعتها موضع اللثم في الفم)..! |
|
|
الساعة الآن 06:53 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.