منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مَعاذير (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=37413)

فرّاج الأنفوي 11-09-2016 04:45 AM

مَعاذير
 
هكذا ..!

من كل (ع)ين تَ(ذ)وي (رِ)قةً
على أستارِ السماء الباليةِ في الصدور!

فرّاج الأنفوي 11-09-2016 07:30 PM

وتجبُنُ الدنيا في عينِ المحبِّ حتى إنها لتتراءى له زايةً مائلةً في قعرِ جُبٍّ أو شراكَ نعلٍ ديسَ بأرجلٍ غلاظٍ لمعاشر قومٍ كادحينَ!
ولطالمَا كانَ هذا الحبُّ عزَّةً ورفعةً في مقابلِ خِرَقِ الذلِّ والاستكانةِ وتآكلِ النفوسِ المتمالئةِ على كُسورِ القلوبِ الولهةِ الجاثيةِ أمام أعتابِ السؤال!

فرّاج الأنفوي 11-10-2016 01:44 AM

الحبُّ كالموتِ يأتي مرةً واحدةً، حتى إذا أتى لا يعودُ!

فرّاج الأنفوي 11-12-2016 04:54 PM

ماكان للعاقل أن يفتح خوخة القلب إلا حذِرًا، مستيقظا غير متغافلٍ غاية الاستيقاظ، إذ هو حصنه الحصين الذي إذا أوتيَ منه خارَ وتقهقر، فيستكينُ بعد شموخ، ويذل بعد عزة، ويتصاغر بعد تعاظم!
الحبُّ ليس حرامًا يا صاحِ، الحب ضرورة إنسانيةٌ، طِلبةٌ نفسانيةٌ بها يُقتدرُ على مسايرة الطبيعياتِ، غيرَ أن التمادي فيهِ مجلبةُ شرّ فإن كل شيء يطغى عن حدّهِ يستحيلُ إلى ضدهِ!
اسمع نصيحة من أحبَّ ولم يُحبَّ!
دمتَ سماويًا يا صاحبي!

فرّاج الأنفوي 11-14-2016 02:59 AM

في السجود مندوحةٌوفي الخلوة بلسمٌ وسكونٌ، سلوان عن دنيا بشرٍ اجتالتهم أدواء النفوس، وتمكنت منهم عوارض المصالحِ التي يهتكون من أجلها صداقةَ عمرٍ وتعامل دهرٍ وضحكاتِ أوقاتِ صفاءٍ!
ما الذي تغيّر؟
إنها المقاصدُ التي لا تعترف إلا بالمصالح، إنه خلق الاستغلال، وانصهار معادن الرجال، إنه الجشعُ الأخلاقي في أبشع تصاريفهِ!
إنه الغابُ وقانون الدوابّ!
هذا هو المُحيط، وإليه المستقر،
فأين المفر؟!

فرّاج الأنفوي 11-15-2016 02:11 AM

تقول الأسطورةُ العربية: بلادُ العربِ أوطاني!
وأنا أقول هذا محضُ افتراء!
أنا وطني قلبي، وسجني ضلوعي، ومتنفسي وحدتي وعزتي
ماذا جلبَ لي أقراني؟ وبماذا نفعني خلاني؟ وماذا منحني معارفي وصحابي؟
لاشيء غير ضحكةٍ صفراء، ومكيدةٍ سوداء، ومِنحةٍ شوهاء، والكثير من الهاءِ وهاء!
أنا إن كانَ بوسعي أن أتبرأ من بشريتي، لفعلتُ، لقطعتُ شرايينَ الشبهِ ولمسحتُ ملامح القياسِ ولأحرقت وثائق الانتماءِ ولأعلنتُ دقيقةً حِدادًا عليهم، وألفَ ألف يومٍ فرحًا بمفارقتهم!
لا تلمني، بل لمهم، ولا تعاتبني، بل تعرّف إلى جرائمهم!
تفحّص جيناتهم، وادرس وراثاتهم!
وارجعْ البصرَ إليَّ أخبرني بالذي خلُصتَ إليهِ!
سأقبلُ منكَ أي حكمٍ إلا قولكَ فيهم أنهم: بشرٌ!!

فرّاج الأنفوي 11-16-2016 03:03 AM

ويضيقُ الصدر وتنتفخ الأوداجُ وتحمرُّ العينانِ وتتورّد الوجنتانِ ويطولُ العنقُ وتشخص المُقلتان ِ تظافرًا وتعاضدًا لخروج كلمةِ العمر، عنوانِ الحياةِ وصورةِ العلاقةِ الممحوكةِ في ظلالِ التواري، المصنوعةِ من تمرِ الأسى وماء الحَزَن:
أكرهُك !!
هكذا خرجتْ كما تخرج الروح من جسدِ الشهيد.
خرجتْ كما تخرجُ الفراشةُ من شرنقةِ المجهولِ.
خرجتْ لتقلبَ الصفحةَ، لترسمَ البسمة، لتعلنَ أن اللحظةَ عيدٌ يُنحرُ فيهِ ألفُ وعيد!
خرجتْ لتقول لهُ: أنتَ حرٌّ لوجهِ الله!

فرّاج الأنفوي 11-17-2016 02:49 AM

في الحقيقة، كنت أكتبُ قبل هذا من منطلق الرغبة الملحة والحاجة النابعةِ من القلبِ، إذ كل ما حولي يدعوني لذلك، يأزني إليه أزًّا ويدفعني نحوه دفعا.
لكن في هذه السنة بالضبط ما عدتُ أجد تلك الرغبة الملحة والشعور المتنامي، وبما أنني يجب علي لزاما أن أكتب لأطور ذاتي، إذ هذا ما أدركت أنني في قابلٍ سأحترفهُ، بله سيكونُ صنعتي، بهِ أعرفُ وبألقابهِ أوسمُ، آثرتُ أن أعود لأبحث عن مراحٍ أطلق فيه العنان لقطعانٍ من الحروف الملجمةِ بلفيف من أنفاس الروح المسرجة بمعانٍ متداخلةٍ متشاكلةٍ، وأحيانًا متضاربة!
أعود لأكتبَ عن الحبّ العفيفِ الطاهرِ، لأقص أقاصيص الحياةِ الحُلوةِ الخضرة، التي ظاهرها المسغبةُ وباطنها من ورائه النعمةُ البالغةُ.
أعودُ لأبحثَ عن قلمي، لا لأقارنهُ بقلم أو أقلامٍ، وإنما لأنجُرهُ نجرًا يؤذن بمفارقتهِ مشاكليهِ، لأثبتَ لنفسي أن نَفَسي فريدٌ، له جيناتٌ وراثيةٌ أدبيةٌ لا توجدُ عند أحدٍ على وجهِ الأرضِ، ولعلها لن توجدَ!
أعودُ لأكتبَ عن وطني، الذي لا يفارقني، صدري الذي يكتنزُ تجاربَ سعى بين حقولِ التوتِ يبحثُ عن الفراولةِ الناضجةِ الطازجة، فإذا به يصافح ألافَ الفزّاعاتِ القماشيةِ، ألافَ القلوبِ الخشبيةِ، آلاف الأقنعةِ المتزينةِ بمكرِ الحاسدِ وخديعةِ المتربص!
وهذا القلم الذي أنت تراهُ وتُعجبُ بهِ، أو قد تفعلُ، هو في الحقيقة أشبه ما يكون بعصا موسى -عليه السلام-، كثيرًا ما يُلقى ليصبح سنانًا يقطعُ، شفرةً تلمعُ، صمصامًا يجبي في إقبال وإدبار... لا تلوموهُ ولوموا قومكم، لوموا أنفسكم، لوموا أخلاقكم وأدواءكم!!
ثم هو قد يكون بعد ذلكَ يدًا حانيةً تمسحُ رأس اليتيمِ وتربّتُ على كتفِ المُعوزِ وتشدُّ على يدِ الصديق!
هذا القلمُ، وذاك صاحبهُ .. وهذه صفحات الدنيا التي هو مقبلٌ على ملئها بعصارةِ الروحِ، بشيءٍ من تأوّهِ النفسِ وتباريحيها، بتمتماتِ العزلةِ الضاربةِ في غياهبِ الطمأنينةِ، في شعورٍ متنامٍ بالرضى عما سيكونُ عليهِ غدا، لا ما هو عليه اليومَ!
فاحتملوهُ!


الساعة الآن 03:38 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.