منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=36532)

فاطمة جلال 03-16-2016 10:16 AM

بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ
 


بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ
الرسالة الأولى ( ا )
.
سِفْر مِن الأشْواق ....
لقَدْ كَتَبْتُ لَكَ كُلَّ هَذِهِ الرَّسَائِلِ وَلَيْسَ بِمَقْدُورِي أَنْ أُصَرِّحَ مَاذا حصل في الرُّوحِ مِنْ اِلْتِبَاسٍ وَحَيْرَةٍ ، وَتِلْكَ الخبية الَّتِي تَصْفَعُنِي دَائِمًا بها ، كَطِفْلَةٍ تَخْشَى الاِقْتِرَاب ، تَخَافُ أَنْ تَحْرق أَطْرَافَ أَصَابِعِهَا ، تَخَافُ أَنْ تَفْقِدَ دُمْيَتَهَا ، أَنَّ تَمَزُّقَ الأَشْوَاكِ ثَوْبُهَا، وَتَجْعَلُ الجُرْحَ يُنْزَفُ دُونَ دِمَاءٍ، وَالقَلَمُ يُكْتَبُ دُونَ رَصَاصٍ، وَالقَلْبُ يُخْفَقُ دُونَ نَبْضٍ، وَالرُّوحُ تَرْتَعِشُ دُونَ وَعْيٌ، وَالحُزْنُ يَرْتَسِمُ بِلَا حُدُودٍ .
تِلْكَ الخبية الَّتِي نَحْصُدُهَا عِنْدَمَا نَكْتُبُ لغائبٍ لَا يَعُود ، لِمَنْ قرِّرَ الرَّحِيلُ بِصَمْتٍ ، وَتَرُكَ خَلْفَه آهَات وتنهيدات، وَذِكْرَيَاتٌ مَا زَالَتْ مُغَطَّاةً بِقَشَّةٍ، وَأَحْلَامٌ نتَمَنَّى وَلَوْ اغفاءة لَيَكْتَمِل الحُلْمُ، وَرَسَائِلُ فِي خَدَرِهَا لم تُقْرَأُ بَعْد، وَبَوْحٌ صَامِتٌ،وَيَدٌ تَلُوحُ فِي الهَوَاءِ، وَصَوَّتَ يُنَادِي، وَحَزِنَ يَكْبُرُ، وَعَّيْنَ تَدْمَعُ.
يَا لِهَذَا الوَجَعِ أَيَّتُهَا الرُّوحُ.... كنتُ أتساءلُ كَيْفَ تَرَكَتَ يَدِي فِي الآفَاقِ تَلُوحُ ، وَلَمْ تسْتَطِعْ كَسْرَ القُيُودِ، كَيْفَ اُسْتُمْطرت الدُّمُوع من عيون لا ترسم الا صورتك ، فأَسْكَنَتْ غَابَاتُ الحَزَنِ فِي ظِلِّ أَهْدَابِهَا، كَيْفَ عَلَّقَتْ الرُّوحُ بِحِبَالِ الوَهْمِ فتأرحجت ونسيتَ أنكَ تؤام الحرف ِوالروح ، كَيْفَ استجعلت الخَرِيفُ فِي رَبِيعٍ عُمْرِيٍّ لِتَتَسَاقَطَ أَوْرَاقُهُ عَارِيَةً ، وَالحَنِينُ يَطْحَنُهَا ، وَكَيْفَ جَعَلْتَ بَحْر أَيَّامُي مُتَلَاطِمٌ المَوْجِ مَا بَيْنَ مَدٍّ وَجَزْرٍ
وَكَيْفَ ..وَكَيْفَ ..
فاطمة جلال
و
سِفْر مِن الأشْواق ....


رشا عرابي 03-16-2016 10:23 AM

الرّكض على السطور المُخضّبة بِـ حنّاء البَوح
لُهاثُ الأنفاسِ بين مدٍّ وجزرٍ في رِبكَة الحنين وحيرةِ التساؤلات
وارتِعاشَة الأنامِل حينَ تُلَملِمُ بَقايا الدّقائِق الهارِبة من التّقويم
بِحجّة الخَلاص

كلّها تفاصيل حاكَت من النّصِّ رِداءً آسر

فاطِمة جلال
إلهامُك حفنة ضوء يَفقأ العَتمة في روح الآن
وأنينُ الحرف يَكادُ يلمس الروح بأطراف الأنامل هَوناً

ما أعذَبَك

هاني هاشم 03-16-2016 08:42 PM

بين مد وجزر .
هدير الحرف
وهذا الموج الصاخب
برفقة إعصار المعنى
لم يدع اليم فرصة للحس
لإلتقاط الأنفاس ..
نص لم يزده الشجن
إلا رونقا .. وبهاءا
بوح حكاية ..
سلمت والنبض .....

نادرة عبدالحي 03-17-2016 12:16 AM

يا لصفعة الخيبة المؤلمة وتسألتُ لِما خيباتنا تقطتع من أطرافنا وأعضائنا الحية لتُحي صغارها وخلاياها .
اقتباس:

وَتِلْكَ الخبية الَّتِي تَصْفَعُنِي دَائِمًا بها ،
صور فنية إبداعية لا يستطيع ذهن القارئ تجاهلها
الجرح ينزف دون دماء
والقلم يكتب بلا رصاص
وقلب بلا نبض
وروح ترتعش
وحزن يرتسم بلا حدود
اقتباس:

وَتَجْعَلُ الجُرْحَ يُنْزَفُ دُونَ دِمَاءٍ، وَالقَلَمُ يُكْتَبُ دُونَ رَصَاصٍ،
وَالقَلْبُ يُخْفَقُ دُونَ نَبْضٍ، وَالرُّوحُ تَرْتَعِشُ دُونَ وَعْيٌ، وَالحُزْنُ يَرْتَسِمُ بِلَا حُدُودٍ .
الكاتبة فاطمة جلال ما بين مد وجزر بحر عميقة هي أسراره
ثمينة جواهره فإنتقيتي لنا أجملها وأثمنها ويسعدني يا عزيزتي ان أتقلدها .

جليله ماجد 03-17-2016 11:41 AM

أتنتهي ال( كيف) يوما؟ لا أدري لأي درجة نزهق الروح تساؤلا ...
حول من بدأ و من انتهى ؟
و كيف حدث و متى مشى ؟
تتوالد التساؤلات ...
و تترك النفس حيرى ...
بين الدمع و الوجع نحن أسرى !

إبراهيم بن نزّال 03-25-2018 03:25 AM



كيف لمثل هذا النص بمده وجزره أن يغيب عن قرائتي لعامين؟
سأعود لأقرأ كثيرا، فتحليل هذا النص يحتاج مني ركودا. سأعود.


سلام الحربي 03-25-2018 03:48 AM

هل من عودة ام أننا لوحنا لأخر ألم ا
و هو مايدعي غيابه الم

ربما فاتني الكثير مما كتبتي
ولكن
سعدت وأنا اقرأ وصفك الرائع لمعاناة نعيشها جميعا

شكرا لجمال حرفك ورعة اسلوبك وسردك


الساعة الآن 07:19 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.