![]() |
أندلسيّات
في هذَ المُتصفّحِ أضعُ شيئًا منّي أبثُّ فيهِ آمالي، وأشجاني، وأحزاني أحدّثكم عن الماضِي، عن الآتي، وشيء مطويّ من حياتي هنا أحدثكم عن الدين، عن الخلقِ، عن الزلة، والتوبة ومعاودةِ المسير ! أقصّ لكم قصصَ سندباد في سواحلِ أنفا وميناء سبتة، وسوقِ الخيزران. أنفضُ غبار النسيانِ عن أندلسَ، فأسامركم عن صقلية وغرناطة وشاطبة. هنا أبثُّ ما لم أجدهُ مبثوثًا في أيّ مكانٍ، سأخرجُ بكم عن الزمان، لنعيشَ في كوخٍ سحريّ ظاهرهُ القصبُ والطينُ والخشبُ وباطنهُ من قبلهِ الإيمان !! |
علاقاتُنا بالناسِ تُشبهُ علاماتِ الترقيمِ إلى حدّ كبير، فمن الناسِ من تتساءلُ عن ماهية شخصهِ ( ؟ )
ومنهم من تتعجبُ لهُ ولما هو عليه ( ! ) ومن الناسِ من تحذفهُ من حياتكَ أو تحذفُ جزءا منهُ تماما مثل النقط المتتالية ( ... ) ومن الناسِ من هو مثل ( . ) يدفعُ بكَ لأنْ تنهيَ علاقتكَ بهِ كما ينتهي النص أو معنى الكلام. أما أولي الاصطفاء فتركنُ الفاصلةَ ( ، ) بُعيدَ علاقتكَ بهم مؤذناً بسيرورة تتمازجُ فيها الأرواحُ حتّى وإن بانَ بكم الوصالُ وبعدتْ بأجسادكم الشقّةُ، وطغتِ المشقّة. |
قالَ لي: أنتَ تحلمُ.
فأطرقتُ رأسي ساكتًا! ثم مرت الأيامُ، فعاودَ الكرّةَ قائلاً: أنت في أحلامكِ تعمهُ. فتبسّمتُ ضاحكًا. ثم أول أمسِ قالَ لي: أنتَ غارقٌ في الأحلامِ. هو لا يدركُ أنهُ لا يخبرنِي فقطْ، بلْ هو يوقظني. فكانَ ما كانَ ! |
ليسَ كلّ من يرتدي قناعًا هُو بالضرورة أحدُ الهاربينَ، أو مذنب من المُذنبين
ثم ليسَ بالضرورة أن يُبِينَ عن نفسهِ ويُفصح عن شخصهِ ليُحتفى بهِ أو يكرم مع المُكرَمين! في زمن مثل هذا الزمن، الذي بُنيَ قوامهُ على الآلِ و المال، لا يسعُ الباذلَ إلا التعمية و العمل على بناءِ الفكر لا الذّكر، فما تنفعهُ شهرةٌ في الأرض مع غربة في السماء ؟ و إذن، فمن أبانَ عن نفسهِ معَ حفظهِ لإخلاصهِ فذاكَ المُوفقُ ابنُ المعتّق. و من آثرَ الاستخفاء طلبا للعلياء، فذاك المبْصِر بنُ المُقصِر. و يبقى الفعلُ مقدّمُ في الترتيبِ على الفاعلِ! و تبقى الأعمالُ من ستوضعُ في الميزان، لا ابنُ فلانٍ أو علاّن. |
وأنتَ سائرٌ تبحثٌ عن معالمَ تُجلّي لكَ بوضوحٍ طريقكَ السالكةَ إلى نفسكَ
تبخّر ضبابَ الحيرةِ، وتزيحُ غيومَ الدهشةِ، لتبلجَ أنوارُ الانكسارِ. فتنحني وينحني معكَ كل شيء، فتخرّ ويخرُّ خلفكَ كل شيءٍ ! لتدركَ أنكَ إمامُهم، إن أنتَ رأيتَ أريتَ، وإن أنتَ عميتَ لججتَ وإياهم في العماية أجمعين !! |
لا رغبة لي في الكتابة !
وعدم الرغبةِ هذهِ تنهشُني، كما لو أنها أرضة تأكلُ منسأة شيخٍ أمضَى يومًا من المسيرِ، يريدُ أن يتّكئ على رجلهِ الثالثةِ فيخشى أن تخذله. |
كلُّ يحِنُّ إلى مراتعِ صباهُ، وكلُّ يهوَى من على شاكلتهِ، وكلّ يهيمُ في دروبِ الحياةِ باحثًا عنْ تلكَ الأرواحِ التي تُشبههُ، فيتعارفونَ ويتوالفونَ.
ليشقّوا سبُلاً في منعرجاتِ الدنيّا، وينصبونَ أقواسًا وُجسرًا ومعارجَ على ضفافِ الأنسِ مُتخذينَ المصحفَ والسجّادَ زادًا لمسيرٍ مبدؤُهُ ساعةَ لقياهم، ومُنتهاهُ أرائكَ عليها يتقابلونَ ! |
|
الساعة الآن 07:44 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.