منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   من ينافسني فيك ؟! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=34553)

عبدالرحيم فرغلي 12-01-2014 05:39 PM

من ينافسني فيك ؟!
 
في السَحر .. تتوضأ مدينتي ، تمسح رأس أُحُد ، وفوق عَير تنثر طُهر لابتيها ، تضج في الأرواح رغبة الاستغفار .. والسماء تمد يديها بصكوك المغفرة ،
الدعاء يذوب في كأس الرجاء لترفعه الأكف الضارعة ، وحين الفجر تسقط النجوم لتفوز بوجوه المصلين ، رويداً رويداً يضحك النور .. لتحتضننه بالدهشة والتسبيح ،
كيف أصف لكم صبحاً رائعاً برائحة الإيمان ، تعالوا مدينتي .. حتماً ستعرفون .

ـ وأنت تتنفس طرقاتها .. تدثرك بحبها ، كأنك ابنها الوحيد المدلل ، تدس في صدرك عطور السكينة فيتأرج لسانك بالحمد والرضى ، تبوح لك بذكرياتها .. بأسرارها ،
فنخيلها لم يزل متهللاً من قدومه عليه الصلاة والسلام ، وقلوب الأنصار معلقة بسعفها تدق الدفوف وتلقي رطب الأناشيد ، هواءها فيه من عطر الصحابة الكرام ،
إن لثمت سِلعها ناداك عقيقها ، تتودد إليك .. فإن قصدت الرحيل عنها .. سألتك المكوث .. وسردت عليك محاسنها ومآثرها وحببت إليك مجاورة
الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام .

ـ هي قلب كبير له وجه مدينة ، منارات حرمها أصابع عشر تضئ لك جوانب روحك ، تتطاول إلى السماء كرجال صالحين .. تدعو لطيبة بالسكينة والسلام ،
تناديك أن تعال ، هنا باب السلام يأخذ بيدك لتنتصب متأدباً أمام سيد المرسلين .. تتعرق امتناناً وأنت تراه يرد عليك السلام ، تسلم على صاحبيه
.. لا تدري هل يفي العمر للترضي عليهما ، تشعر أنك قزم ونورهما يفضحان ظلمتك ، فتنصرف متعجلاً .

ــ في الجنة .. تصلي ركعتين ، لها ضوء غير ضوء المصابيح ، الهواء يتنفس أذكار الجالسين ، الاسطوانات تقف بخشوع .. لعلها هي أيضاً في صلاة ،
مطر روحاني يبلل المكان .. فينبت التوحيد وتغرد حمائم التسبيح ، في الروضة الشريفة تتزاحم الملائكة وتزهر روضة رائعة بداخلك .

ــ هي منتجع القلوب ومهوى النفوس ، أليفة كما القمر .. كما الماء .. كما الطفل الودود ، تخبئ في نعناعها تعويذة عشقها ،
تمنحك بسخاء وتتعفف عن الشكر ، لن تجد في غيرها مدينة .. تتعارك ومناخها فتعبئ رصيدك بالحسنات ، تصلي صلاة فتتناسل لألف صلاة .
فريدة في كل شئ .. الحياة عندها أنس .. والموت فيها أمنية .

ــ هنيئاً لك مدينتي .. جاء اليوم الموعود ، مسجدك سيكبر أضعافا .. ملايين سيلثمون أعتابه .. يتهادون كالنجوم في ساحاته .. يشربون الطهر في كؤوس الفجر ،
ونحن أبنائك حبيبتي .. يحجبوننا عنكِ بأبراج ظالمة .. يكنسون ذكرياتنا العذبة من حاراتك ويحنطوها في كتب ،
الشوارع التي ألفناها يلقونها كورقة قديمة ، قولي لنا حبيبتي .. كيف نعلق قلوبنا في قلبك ؟ وأجسادنا ملقاة هناك .... في الأطراف .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحد ، عير ، لابتيها ، سلع ، العقيق ، مواضع في المدينة المنورة وردت في السيرة .

رشا عرابي 12-01-2014 06:25 PM

المدينة المنوّرة..
بعضٌ مِن نورِها تمّ لملَمَتُهُ وسَكبُهُ في عُمقِ حرف..

وكأنّي بي في فيافيها .. أَستَنشِقُ هَواءَها
وأُغلِقُ إحكامَ الشَهيقِ على نَسَماتِها المُبارَكة

طيبة الطَيّبة وأَهلُها الطيّبين
هنا كانَ العشقُ للأرض المُبارَكة
ولِخُطى السابقين الطاهِرة
لِنَخيلِها الشامِخ الذي يُصافِحُ السماءَ بِارتقاء ..

هنا كان الحب عميقاً لا أملك له من الإحترامِ إلّا كُلّهُ
ومن الإمتنان إلّا صِدقَهُ..
وكم أتوق شَوقاً لأطأَ أَرضَها المبارَكة

أستاذي القدير الجليل..عبد الرحيم فرغلي
ويبقى ردّي قاصِراً أمامَ نَصٍّ عن أطهرِ المدائن
بِيراعِ أُستاذٍ يملِكُ تَطويعَ المُفرَدة ويَجعُلُها تتنَفَس
لنَراها رأي العين
ونُنصِتَ بأرواحِنا المُتأمّلة

سَلِمتَ يا طيّب
وحفظك المولى وأسعَدَك وأرضاك

عبدالإله المالك 12-01-2014 07:50 PM

ليثرب أن خُطى الناقةِ مأمورةٌ لا محالةْ

ومن كمثل أُم المدائن المدينة المنورة

جميل جدا هذا الطرح يا عزيزي عبد الرحيم
قلمك نور في مشكاة

تقبل الود

شمّاء 12-01-2014 08:03 PM


ماأجمل هذا النص !
روحانية عالية تسمو بنا حيث تحتاج الروح ، وحيث يجب أن نكون ،
وكم نحن بحاجة لمثل هذه النصوص !
كما قالت الغالية " رشا " تنزوي الكلمات أمام موضوع النص ،
وأمام روعة الطرح !
سبحان من وهبك حسن البيان !
واللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

عبدالله مصالحة 12-02-2014 07:45 AM

وهل هنالك كلامٌ يُقال في هذه الوَسَعة وهذه المدينة الطَّيبة , شممت رائحتها من حروفك يا ابن طيبة وما أجملها من رائحة .

لله درّ طيبة ننهل نورها كلّما ذُكر الحبيب بين أفيائها

الفرغلي الجميل .

حَلوى القُطُنْ 12-02-2014 08:10 AM


طَيبة الحبيبة على الروح والقلب ودهالِيز الأمنية
لا شكَّ بأنكَ أولجتنَا في طُهرها وجمالِ الحديث عنها
أحببتُ أننِي كثِيرة حظ بقراءتي هذا النص كثير الفَرح
وتشدّق الفَاه بِـ "الله" .
سلِم القَلم والفكر واحتواء الوصف

بلقيس الرشيدي 12-02-2014 11:22 AM

ومَن كمِثلِها حسنُاء فِي خدرِها يذُوب القَلبُ شَوقاً وحُباً من أجلها !
إشتقنا فيضاً يصُبُّ فِي رُوحِ هذِهِ المأثُورةِ الروحانيَّة ياعبدالرحِيم أهلاً بكل هَذِهِ السَماء .

كُل التقدِير

http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif

نازك 12-02-2014 03:26 PM

الله ، وألفُ الصلاة والسلام على نُورِ الهُدى على الحبيبِ مُحمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
في كل سطرٍ وداخل كل صورةٍ كانت تتشسّعُ ذاكرتي وتَهْمى دمعتي ،
لتلكَ السُنونِ نقلتني، لذاكرة لم تزل تتضوّعُ بمسكِ تلك الحَارَة العتيقة وفي أكنافِ المسجد الحرام، وأزِقّتِهِ، لضجيج زُوّارهِ، وضخبِ السوق بينَ
مُنادٍ ومُشترٍ، لـإبتسامة (عم سعيد) ،والسَقاّ في صباح العِيد،لعم ( سِنان) البَقّال،واللّبينة .. و.. و...
يااااه، وكم يسرِقُني الحنينُ منّي لتلك الأيام وتفاصيلها الحيّة برغم فناءِ أصحابها وتطاول البُنيان _كما قلت_ ليعبثَ ويطمِسَ إرثاً لم تزل تقتاتُ مِنهُ أرواحُنا حُبّاً وصَلاة .

أ/ عبد الرحيم
كما أنتَ ، يراعك ريشةٌ ترسُمُ لحظات هاربة من عُمُرالزمن !

شكراً ،ثم، شكراً


الساعة الآن 03:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.