![]() |
علَى مُفترقِ طُرق
هَا قَدْ إستفاقَ اللّيلُ ..
وَ إتّكَأ الظِّلُ على الجِدارْ .. وَ أسندَ الوقتُ رأسهُ على صدرِ الغيابْ .. وَ القلبُ يُطرقُ رأسهُ متأمّلاً مأساةَ الإنتظارْ .. وَ طيُور الأشجانِ تنقرُ أبوابَ القلبْ .. هَا قَد إلتهبتْ أحزانُ المسافاتْ .. وَ تسلّلَ الحَنينُ إلى عُمقِ الذاكِرة .. وَ مالَ الوجعُ علَى الوجعْ .. وَ طرقَ الضجرُ نافِذةَ الرّوحْ .. وَ إنفجرت التساؤلاتُ فِي فمِي .. تساؤلاتٌ لطالمَا كانتْ تحكي عنّي و عنكِ .. وَ ليتكِ تعلمينَ أنّ بعضَ التساؤلاتِ أمنية .. فكمْ كُنتِ جَميلةً و كُنتُ أنا وَسيمًا حينَ كُنّا معًا ؟ كَمْ كانَ الضُوءُ مُتألّقًا حينَ تلاقَتْ عينيّ مع عينيكِ ؟ كَم غارَ الوقتُ حينَ إلتصقنَا معًا كأنّنا جسدٌ واحدْ ؟ لكنّ مَا نفعُ الرّثاء .. و السّنينُ لا تنتظرْ .. ما نفعُ البُكاء على الأطلالِ .. و العُمرُ قصيرٌ .. و الحياةُ لا تتكرّرْ .. ما نفعُ الشكوَى إن كُنتِ يا صديقتِي .. لا تُدركينَ مأساةَ الوقتِ و فاجعةَ الأصابعْ .. أيُّ نبيذٍ ذلِكَ الّذي يشفِي الذاكرةَ .. دُونَ أن يُذهِبَ جُزءًا مِنَ العقلْ .. أيُّ قهوةٍ نحتسيهَا .. دُونَ أن نشربَ معهَا الحَنينْ .. أيّ مِرآةٍ ننظرُ إليهَا .. دُونَ أن نرَى نقصًا فِي وجوهنَا .. تركهُ غائبٌ .. إندثرَ فِي الزحامِ .. و تركَ ورائهُ عاشقًا على مُفترقِ طُرقْ .. تركهُ خلفهُ .. مُكبّلاً لا يقوَى على الحِراكْ .. يُثيرُ جهلُهُ بماَ يصنعُ حِقدَه .. فلا يعرفُ أعليهِ أن ينتظِرَ عودتهُ .. أم يُكمِلَ حياتهُ إن إستطاعَ لِذلكَ سبيلاً .. لا يعرفُ كيفَ ستتشكّلُ خارطةُ دمِه .. أو كيفَ سيمحُو سُطورَ قلبه و يكتبهَا من جديد ؟ لا يعرفُ أيبقَى مُرتديًا مِعطفَ الوفاءِ لما ذهبْ .. أم يرتدِي ثوبَ النّسيانِ و يُحرقُ أوراقَ الذاكرة .. سأرمِي ثوبَ الكبرياءِ و أبتعدُ عن المُكابرة .. فإن كانَ الحنينُ بلغَ منكِ مبلغًا يكادُ يفتِكُ بكِ .. عُودِي إليّ .. و حاصرينِي بنورِ وجهكِ و إشتياقِ المرايا .. إنْ أحزنكِ بريدِي المُثقلُ بالحَنينِ .. و المختومِ بدماءِ قلبِي .. فاختصرِي الطُرقاتِ و لا تَخَفِي .. اقفزِي فوقَ الوقتِ و لا تَخَفِي .. وَ عُودِي إليّ .. عُودِي كما كُنتِ نداءَ السّعادةِ فِي وريدِي .. صوتَ الحياةِ فِي دَمِي .. عُودِي طِفلةً لا يسلبُهَا الذّنبُ براءتهَا .. عُودِي حُلمًا إذا ما لمستهُ .. نبتَ الياسمينُ فوقَ صدرِي .. عُودِي عُصفورِي الأحلَى .. الّذي يُشاكسُ نافذتِي طوالَ الوقتْ .. عُودِي نبيّةً لا تُغريهَا المفاتِنُ .. و لا تقترفُ خطيئةَ الغيابْ ! " عمّارْ أحمَدْ " |
هُنا إِنتِفاضَةُ حَرفٍ ملَّ الشَوقَ ونِداءٌ إِستفَاقَ لَهُ الحَنِين ! لِضِيقِ الوَقت سأعُودُ يَاعمَّار . لكَ الوُد أغصانٌ حِسَان . http://www.albrens.com/vb/uploaded/4563_1251393963.gif |
لغة تسافح أنغام المساء
وتنتشي وتزهر منها التفاصيل وما لهذا الصدر الثقيل صدر الغياب .. من رحيل يا عمار .. جميل كل هذا البوح تقبل التحية والود :) |
جميل جدا ما خطت اناملك
|
ب أي قلم كتبت
فالبوح باذخ بالتناهيد والعشق عمار شكرا لهذه القراءه ه دمت بكل خير |
هذا النص مثقل بالشكوي والنجوي والأمل حد الوقوف علي سياج العزلة بقلب من يقين،،،
ذاك الحنين الذي بلغ مبلغه منك يقتسم رضاء واقع النص،ويفتك بفكرته،ويقسمها لنصفين،،، نصف ينحو بالذاكرة والحس صوب الأمنيات الممكنة، وآخر تعلقت أهدابه بالنداء الأخير،، مناصفة تعيد آمال النص الكبري،وتفتح منافذه المشرقة لوعد جديد،، "العودة" من ذات المداخل المشرعة تعيد تماسك النص وفق رؤية تمسك بحنين الماضي من جهة،وما يرجوه من جهة ثانيه،، إلا أن تطلعات المفردة تلتصق بوعدها الجميل وإن تراءت بين مفترق الطرقات،، فائق تقديري |
الله يا عمار وللشعور لغة الروح هاهنا
باسقة تلك اللوحة في سماوات الجمال أوَ يجتمع الحنين و الشوق في صدر شاعر ولا ينجبان الجواهر و الدرر !! أبدعت ياعمار و فاض كأس الجمال شعرا تقديري |
وَ هُناكَ شَوقٌ آخرٌ .. مِن نوع آخرْ
هُوَ شوقٌ لإنسكابِ حرفكِ فوقَ أوراقٍ صفعهَا الخُذلانْ بَلقيسْ ! للمكانِ لوعةُ إنتظارٍ ... و حُضوركِ يُطفئهَا لروحكِ إنحناءُ الياسمينْ .. مودّتي |
الساعة الآن 02:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.