![]() |
قَبْلَ مَوْتِهَا!! .. ق.ص
قَبْلَ مَوْتِهَا!!
عَادَ لِتَوِّهِ مِنْ سَفَرٍطَوِيلٍ. كُلُّ شَيْءٍ فِي حَارَتِهِ الْقَدِيمَةِ تَغَيَّرَ، حَتَّى وُجُوهُ النَّاسِ الّتِي كَانَ يَأْلَفُهَا تَاهَتْ مَلَامِحُهَا مِنْ ذِهْنِهِ. لَمْ يَبْقَ لَهُ فِيهَا سِوَي بَعْضِ جُدْرَانٍ كَانَتْ مَحْضَنَ طُفُولَتِهِ وَشَبَابِهِ، تُثِيرُ شَجَنَهُ وَتَسْتَدْعِي ذِكْرَيَاتِهِ الْبَعِيدَةَ؛ فَتَجْتَمِعُ لَدَيْهِ أَسْبَابُ الْحُزْنِ وَالسُّرُورِ. تَشُقُّ عَلَى وَجْهِهِ مَمَرًا تِلْكَ الَّتِي سَالَتْ عَلَى خَدَّيْهِ دُونَ أَنْ يَشْعُرَبِهَا، حِينَ صَادَفَتْ عَيْنَاهُ صُورَتَهَا عَلَى الْحَائِطِ. بِيَدِهِ يَمْسَحُ التُّرَابَ الَّذِي غَطَّاهَا. يَضُمُّهَا إِلَيْهِ، يُقَبِّلُهَا، ثُمَّ يُعَاوِدُ النَّظَرَإِلَيْهَا ثَانِيَةً، كَأَنَّ عَيْنَيْهَا تُحَاكِيهِ، تُعَاتِبُهُ، بَلْ رُبَّمَا تُحَاكِمُهُ! طَرَقَ سَمْعَهُ قَوْلُهَا الْقَدِيمُ: بَعْدَ مَوْتِي سَافِرْحَيْثُ شِئْتَ!! فَخَرَّ أَرْضًا، وَقَدْ أَنْهَكَهُ الْبُكَاءُ. انْتَبَهَ إِلَى صَوْتِ هَاتِفِهِ، فَوَضَعَ الصُّورَةَ فِي مَكَانِهِا، وَجَرَّ حَقِيبَتَهُ، وَانْطَلَقَ!! |
محمود السيد
تتحفنا بدررك الوهاجة ولغتك الصافية الحرة الديباجة واسلوبك الأضواء الوهاجة شكرا لك |
الذكريات البعيدة .....السفر الطويل .....الماضي الذي نظنه
سيقابلنا بجسدة ويضمنا .الحارة القديمة وحياة جميلة نعيشها ونتمنى عودتها . قصة بعد موتها تحوي مشاعر حميمة لإنسان عربي يشتاق لجدارن شهدت طفولته وعبثه |
اقتباس:
الكريم محمود: مساؤك جوري العطر. . نص جميل يقشعر القلب بعاطفته الجياشة .. كل المودة والاحترام الياسمين |
اقتباس:
الأستاذة ياسمين أعتذر ابتداءً من تأخري في الرد، فقد كنتُ في إجازة طويلة عن دنيا الأدب :) شاكر لك مرورك الأنيق لكِ خالص التقدير والاحترام |
بعضنا يعتاد الرحيل و الترحال
و تضيق الأرض عن أشيائه نص جميل يلمس بعض الذي نعانيه شكرا لك أخي القدير |
محمود السيد : سرد ممتع لا يمل منه و خاتمة موجعه
بسطور قليلة استطعت أن ترسم تفاصيل اللوحة بدقة و اتقان جميل بحق سلمت روحك |
اقتباس:
الحاجة تلجئ من لا يشاء إلى ما لا يشاء! شاكر لك حضورك دمت بخير فضلا .. تقبلي اعتذاري على التأخير |
الساعة الآن 11:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.