![]() |
رَقْمٌ مِنَ الحَنِين..
إنَّهَا السّاعةُ المَيِّتةُ مَسَاءًا بعْدَ نسْلِ الغِيَابْ، والتي لَم تُنجِبْ غيرَعَناقِيدَ أشد حُموضةً مِنْ عِنبِ مَايُو وَأرْقَامِ مُكفّنَةٍ بسَوادِ الألَم، مَحبُوسةٍ ببحّةِ الصّمْت، شّاحبةٍ مِن ورْدِيّة اللِّقاءِ، كئيبةٍ في تِكرارِ انقلابِها بركُودِ أيّام لم تأكُل غيرَ ملح الدّمعِ المخلفِّ على شواطئ المُقَلْ..
أستعجِلُ رقَمًا وَاحدًا يَجلِبُ لحظةَ سعْدٍ تُغرِي أقرانهُ أن تسكُنَ رعشةَ النّبضَاتِ المُهَرْولَةِ لِحُضنِك ، رقمً يُغيِّرُ رائِحةَ عَرَقِِ عِراكِ الوجَلِ بلقياك إلَى مَذاقِ عِطْرٍ فرنْسِيٍّ يُربِكُ السّهرةَ أنْ تنْجَلِي،ويُرتِّلُ الشِّعرَ فصِيحًا تُسَابِقُ قوَافِيهِ الخَوضَ فيك..،ثُمَّ يَضُخُّ الدّمَ فِي أنسِجَتِي فأشبِّر أزقّتِك،وتغْتَرُّ سَيِّدًا تُشيِّدُ قِلاعَ زَهوِكَ بِشَوَارعِي ،كيْ تَتأصَّلَ فِي داخِلِي وأتفرّعَ بِجَوْفك ،فتحفَلُ بنَا الأرضُ وتُصفِّقُ لنَا أشجَارُ الطّرِيقِ، وتُحيِّينَا أعمِدةُ النُّور البَاردة، وتنحّنِي لنَا شوَاهِدُ الرّصِيفِ، وتلتقِطُ السّمَاءُ مُبَاركَاتِ اجتِمَاعِنَا.. هُنَاكَ فقطْ ،تَخُونُنِي دُمُوعُ الضّيَاعِ ولا تأتِي فِي المَوعِد،وتصْدَأُ سِكَكُ القِطَارَات المُثقَلةِ بالفِرَاق ،وتُمَارسُ السَّاعَاتُ رَذِيلَةَ عِصيَانِ عَقَارِبِهَا..،حينَهَا يَرْبُتُ قَلبُكَ عَلَى كَتِفِي،وتَسْكُنُ رُوحُك لِتُوقِدَ طُمأْنِينَتِي ،ويُفَارِقٌنِي ظلامُ الوحشَةِ الذي مافَتِئ يتربّصُ فَاقَتِي وسطَ بقَايَا شَعِيرٍ لا يُسمِنُ من الجُوع إلَيكْ ، وتَعَافُنِي الغُربةُ ،فتمنحُ جسَدِي الرّاَحةَ أنْ يتنفَّسَ وُجُودُك ،وتَكفُلُ عينَاك يُتمَ النّظرِ في عيْنِي.. حقِيقٌ عليَّ وقتَها أن أطوِي رُفَاتَ دهْرٍ شوْقًا إِليْكْ احْتَرَق،وأَلزَمَنِي أنْ أشْحَذَ خِرقًا صُوفِيّةً تَغْزِلُهَا هَمسَاتُُك العَالِقةُ بَعدَكَ بِأُذُنِي ،وفَناجِينَ فَارِغةً كُنتُ أقْرَؤُهَا بحثًا عنْكَ فِي صَباحَاتِي الخاليةِ منك،وشَمْسًا عَاقِرٌا أن تلِدَ أسَابيعَ تُحرِّرُ استِيطانَ التّهدِيدِ خارج حُدُودِ الْتِصَاقِي بك، وشَظَايا بِلَّوْرٍ تشَقَّقَ فِي وَجْهِي كُلَّمَا دَاعبْتُ المِرآةَ حنِينًا إلَيْك ، وساعِي برِيدٍ نَسِيَ رَقْمَ بابٍ وقفَ خلفهُ صنْدُوقُ الرّسائِلِ اليَابِسِ من جَفَافِ حِبْرِك.. لِذَا سَأنتَظِرُ طفرةَ سُلالةِ الرّقْم العَشْوَائيِّ ،الذِي يرْبِطُ أشْيَائِي المَركُونَةَ بِزَوايَا الأمَاكِن أنْ تتحَجَّرَ ويقْتَاتُهَا الغُبَارُ كَمَا يلْتَهِمُنِي الوَقتُ بِفَقْدِكْ.. |
لغة متينة و تراكيب قوية جدا
و الصور المتآزرة معا بهذا الجمال ، زادت من قوة نصك و نفاذيّته مضمون ولا أروع جميعنا بلا شكّ بانتظار شيء ما .. أكان رقما أم حرفا أم صورة رائعة سيدتي |
أرقامٌ متناثرة كسلالة دمٌ مسفوكة على عتبات الجرح هنا ...
ونبقى معك على ارصفة الانتظار نرقب بلهفة الوصول إلى الرقم العشوائي الذي يشير إلى حنين إبداعكِ ...! |
تحكي تفاصيل نعيشها انتظار من لهم الافتقاد رقم من حنين بلسم حرف نبض أتوق لعناقه مرة تلو آخرى لقلبك :34: |
الموصلية
أنسكابٌ عذب رغم الألم ورغم مرارة الإنتظار . فكوني بخير ولكِ كل الود والورد . |
الموصلية : حضورك طاغٍ لا يشبهه سوى الجمال ! هذا و مرحبا بالعود |
الإنتظار ! ما عُدت أؤمن بخيرٍ يعقبُه .. دعنا من ذلك ،! الموصلية ، جميلة جداً :icon20: |
و تعافني الغربة .. و تلفظ حنين كل هذه السنوات ...! ياااه .. ما أقساها ..! الموصلية : أنتِ جميلة |
الساعة الآن 06:27 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.