![]() |
حديثُ الروح
خواطر من حرِّ نارِ الهوى تغلو http://www14.0zz0.com/2010/03/12/20/980520497.jpg * 6- حديثُ الروح * * * * وعلى حينِ فرحةٍ ، ودونما إذنٍ ودونما أدني انتظار . جئتُ لدنياكِ ، لأتعلم من هواكِ كيف يكون الهوى ؟ وكيف أقتاتُ الفرحةَ في زمن التحزِّب والتجمهرِ والحصار ؟ فلا أدري على وجهِ التحقيقِ من أيِّ بابِ يمكنِّني الدخول ؟ ولا أدري على وجهِ الصدقٍ كيف يمكنني أمامكِ المثول ؟ ولا أعلمُ بحقِّ اليقينِ هل أنا على الأرضِ ، أم أنَّكِ قد أخذتني إلى هُناك ؛ إلى حيثُ كُلُّ شيءٍ مصنوعٌ من طيبِ إحساسكِ ، ومصبوغٌ بالحنانِ ومدهونٌ بتنهداتِ صدركِ ، ومؤلفٌ من أبياتِ شعركِ الصاعدِ الواعدِ الرائحِ الغادي ، فهل يحقُّ لي في وجودكِ الاستفسار ، أمَّ أنَّك من قديمٍ العشقٍ قد أخذتِ القرار ؟ * لو تسأليني الآن عنِّي ؛ أرجوكِ أن تُصدِّقيني إن أخبرتُكِ أنَّني لا عُدتُ أعرفُ لي في الأرضِ مكان، فماذا سأفعلُ ؟ وأنا المُقيَّدُ بالذات ، والمحبوسِ ما بين أصابعِ الذكري وجبينِ الزمان ، وماذا سأفعلُ ؟ وأنتِ تحيطيني من جميعِ الجهات ، فتارةً تنسكبين كبيتٍ شعرٍ بكلِّ الحروفِ وكلِّ اللغات ، وتارةً تتأرجحين على صدرِ أنفاسي ، وتارةً تُقلمين أظافرَ شغفي ، وتارةً تُنقبين عن مكنونِ إحساسي ، وتارةً تلهبين ضلوع شوقي ، فتحرقيني وتحرقي بيتي بروحِ الحنان ، فيا أيتها المليكةُ المالكة ، ويا أيتها الكريمةُ البخيلة ، ويا أيتها القريبةُ البعيدة، ويا أيتها المستبدَّةُ المتسامحة، ويا أيتها الغزالةُ المُغازلة ، ويا من أخذتني برضائي ورُغماً عنِّي ، لماذا تجلِّيتِ لي ؟ لماذا تجلَّيتِ لي ؟ وأنتِ تعلمين بأنَّ مريض القلبِ ممنوعٌ من رؤية المُثيرات ، وممنوعٌ من تقلُّباتِ الجوِّ ومن تقلُّبات الغرام ، وممنوعُ حتى من مصِّ الشفاهِ ولدغِ اللسان ، وممنوعٌ حتى من التفكير، ومن لمسِ الأصابعِ ، وممنوعٌ حتى من الكلام ، وغيرُ مسموحٍ لهُ في الهوى أن يكون في قوائم الانتظار. فماذا سأفعلُ ؟ وفى غيابكِ يأسرني التفكير ويلفحُ وجهي جمرُ الدُوار ، وفى حضوركِ يجمعني الشتاتُ ، وأغيبُ في سكرةِ الهوى، وأفيقُ من سَكرةِ الاحتضار. وماذا سأفعلُ ؟ وأنا القرويُّ وأنتِ المدينة ، ولا أفهمُ لغة التحضِّر والتمدُّن ولا أعرف حتى كيف الحوار يُدار. * عاجزٌ أنا عن فعلِ أي شيء ، عاجزٌ حتى عن تحريكِ لساني ، أو مصمصةِ شفاهي ، ولا عدتُ اقدرُ علي أيِّ شيء ، ولا حتى على التفكير .. فامنحيني حق اللجوء لديكِ ، وسأمنحكِ حقَّ تقرير المصير .. لم أعد أري شيئاً بالدنيا إلاَّ أنتِ ، وكأنَّ العين قد حلفت بألاَّ تري سواكِ ، ولا عدتُ أعرفُ بأيِّ أرضٍ أنا ولا بأيِّ دار ، فأرضي هواكِ ، وثغرُكِ يبقي دارَ القرار ، وسأكونُ لكِ كما تشائين ، وسأتحولُ كما يشاء الهوى وكما ترغبين ، فمرَّة أصيرُ وسادتكِ التي عليها ترتاحين ، ومرةً عصفورَ جنَّةٍ يترنمُ باسمك ، ومرةً كُرسي اعتراف لا يفقهُ غيرَ " أُحبُّك " ودوماً سآتي إليكِ ليلاً برفقةِ أحرفي ، وأغلقُ علينا الباب ، وأتغطَّى وألتحفُ بكِ ، وأخلعُ لديكِ جاهي وعلمي و العِذار. اللهُ ... كم أتمنَّي لو نمتزجُ سوياً ؛ فتُدركنا بركاتُ الأولياء والمقربين ، تتعانقُ نمنماتُ الشفاه ، وتتراقصُ خطوطُ الخصرِ ، وتتراكبُ ضلوعُ الشوقِ ، ونصيرُ فَرَاشاً يطيرُ بالسماء ، وفِراشاً أكون لكِ ، وأثبتُ لديكِ الحلول والإتحاد ، ونشربُ سوياً نخب الانتصار ، فلماذا أيتها الجميلةُ حين رأيتني قد هممتِ بالهروبِ ولُذتِ بالفرار ؟ * سألتُكِ .... يا أيتها الساكنةُ بعمقٍ بأغوارِ القلب ، والضاربةُ إلى حدِّ اللا حد بجذور الروح ، والراقصةُ بكاملِ اللينِ على مسامِ عشقي ، والواعيةُ تماماً بشرود ذهني ، والناطقةُ دوماً بلسانِ صمتي ، والعذبةُ الروحِ ومعذبةُ الفؤاد ، سألتُكِ باسم ما بيننا أن تتمهَّلي قليلا ، وأن تتجرَّدي قليلا ، وأن تعيدي البسمة بحضورك ، وتمزجي شغفي بسنا نورك ، وتروِّضي إحساسي ، وتتفنَّني في إيقاظ نومِ أشواقي ، يا سابحةً بجوِّ الغرام ، ويا ماشيةً فوق مياه القلب ، ويا من على كتفيها أحطُّ رِحالي وأتعكَّز ، ويا من على صدرها أُلقي راسي وهمومي وأتأمَّل ، ويا من بسحر جمالها أمارس التفكير العميق، ويا من ببؤبؤ عينيها أتكوَّرُ كُلِّي على بعضي وأغرق ، سألتُكِ أن تأتي ، فلقد مللتُ من الدنيا ومللتُ الأعذار ، ومللتُ من الصمتِ ، ومللتُ من لغة الإشارةِ وأرهقني الاختصار ، ورجعتُ يتيماً مثلما كنتُ ، وحدي أنا والقلبِ والأشعار. * عمُّوري 2010 |
قرأت حباً تليداً , من عمق البحر والأشعار , جميل بحقّ يا عمرو ويتشبع من حرفك المطر .
|
وماذا سأفعل ؟
ياجمالك ويابديع كلماتك د. عمّوري لغتك جميلة فضفاضه بديعة ساحرة كسحرالمطر دمت بخير.. |
اقتباس:
الاستاذ الفاضل / وئيد محمد * وتنفس صبح كلماتي من عطر مرورك ايها العاطر الماطر شكرا جزيلاً لمقدم نورك |
اقتباس:
اقتباس:
الأستاذ الفاضل / عبد الرحمن القاضي * وماذا سافعل أنا ؟ وقد أحاط ذوقك بمعصم كلماتي فغيَّبنى فى سُكر الهوي شكرا جزيلا أيها الراقي |
د.عمرو
الحب وحده من يجعلنا نعيش التشتت والهذيان وتقدحنا اللهفه لنخط أسمى أحرف الحب والشوق. بهي حرفك وممتع ومغلف بالجمال والروعة فلك كل الشكر ودمت دوماً بخير وود . |
هل انتهت :(! لم أكن أشأ لهذا الجمال الإنتهاء ! رقراقة ، منسابة بتناغم جميل .. مراتِ تتدفق بثورة و مراتٍ تهدأ و مراتٍ تتوسط الثورة و الهدوء .. تماما كـ ماء ينساب من أعلى .. طبتَ يا عمرو / تحية .. |
اقتباس:
اقتباس:
الأستاذ الفاضل / نواف العطا * قالها الحلاَّج قديماً : الحبُّ مادام مكتوماً ... على خطرِ وغايةُ الأمنِ أن تدنو من الحذرِ وأطيبُ الحبِّ ما نمَّ الحديثُ بهِ كالنارِ لا تأتى نفعاً وهى فى الحجرِ. - وعانقت سحابات كرمك سماء كلماتى فحلَّ الخيرعلينا شكراً جزيلاً لمرورك |
الساعة الآن 03:34 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.