![]() |
< أوراق مُبعثرة >
: إنها محض تكتكات ! لكل تكَّةٍ حرف .. و لكل حرفٍ تَكَّة , ربما لا يترجمها إلا جُنُوني و قد لا يبتسم لها إلا ثمة غيمةٍ بيضاء صغيرة تائهة .. في قفار السماء و للمتأمّلِ بها أن يلحظ خشيتها الشمس من أن تُبدِّدها كما قد أوجدتها .. سأغنّي لتكتكاتي .. لشجوني لقهوتي المعتّقة .. لأوراقي الصفراء .. و لحاسوبي الذي بدأت تدبّ أوصاله الشيخوخة و للمارِّ من هناك و لتلك القطّة و الشجرة و الشمس و الفضاء ... حتى حين لن أنتهي , |
http://mnab33up.com/upfiles/WTR31589.jpg , خبَّريهم عن ليالي العِشْق يا [ كَفِّيَ التسْعينيَّة ] عن دفاتري الصغيرة عن حروفٍ سطَّرتِها حين ملامحكِ الغَضَّة عن الشوق الذي توسَّدتُه كل ليلة خبّريهم .. كيف كنت أهْمس باسمه لحظة حُلُم ! و كيف كان زمن الانتشاء حين يعبُر طيفه ذاكرتي قُصِّي لهم حكايات الوفاء الذي يختبئ تحت خاتمكِ و كيف كان هو الأوحد الذي يقطن بين خلجاتي , حتى خلَّدته روحي بها رغم طيَّات السنين .. و عن قفار الجَوَى تحت شموس اللوعة و غصَّات الحنين .. خبّريهم .. أنه لا يزال يسْكنني و أنني أذرف الدمعة حين أستحضره من أرشيف ذاكرتي التي عبث بها عدد الأيام فلم تعدْ تحتفظ بإلَّاه .. ولا تهمس سوى باسمه , بِ قلمي في ليلةٍ باردة من ليالي شتاء ( 2080 ) م |
: شتاء , شتاء ,, يا تفاصيل الحكاية يا ارتحالات الضياء يا قِصَّتي المستحيلة تعتريها ألفُ لا أيُّ شمسٍ أشتهيها أيُّ فجرٍ أيُّ ضوءٍ أيُّ لونٍ للسماء ! يا حكاياتً قديمة شارفت للانتهاء كيف لي أن أنتهي أستيقظ الحُلُم الجميل و ينجلي ! يا أكاذيب الأمل يا وعوداً من هُراء 00 |
" صباحك يسكنني أيتها الجالسة في حلمي بالأمس حين أتيت حاملة فضولك ضجيجك حلمك كنت قريبة من وحدتي من تشردي و من جنوني و كنت أمسك بضفائر الفرحة و أنا أتأبط كلماتك السحرية المغسولة بالدهشة و الصدق و المحبة " : كان هذا ما دُوّن على إحدى الرسائل أعلاها .. لم يكن ذلك ( الدُرج ) الذي يعشش في زاوية غرفتي جزءً منها .. ولا حتى مُلكاً لي , إنه صندوق رُزَمُ ذكرياتي .. صداقتي اليتيمة .. و أناشيد وفاء .. إنه ملكاً للماضي الماضي الذي مات ! و بالرغم من حقيقة وجوده و حقيقة ما بداخله .. أجدني أتحاشى وجوده طيلة الاثني عشر أعوام الماضية من يصدق ! و يزداد تسارع نبضي حين أرمقه بنظرةٍ عابرة .. أو أضطر لفتحه .. و أخشى ذلك كي لا أسمع صوت الحقيقة المُرّة : صديقتي ناهد ماتت ! و خشية أن يوقظني من الوَهَمِ الذي خلقته بداخلي طويلا .. أنها لا تَزَل تتنفّس بالأمس فقط .. تذوقت رشفة شجاعة حين حطّ بصري عليه .. ففتحته و فتحت في آنِهِ بوّابةً للماضي .. هذه هي .. [ ناهد ] .. تتربّع على فوضاويّة الرسائل .. روحها التي أقرأها بين السطور , و كأنّ حُلُماً لم يفصل بيننا خطها الجميل و الذي كنت أغبطها به .. حتى رائحة العطر الذي كانت تعطّر به الرسائل لا زالت في ذات الورق ! و لفافة ورقيّة صغيرة قد تموّه حِبْر حرفٍ فيها .. كتبَتْ تحته " هذه دمعتي " ورود مرسومة و أخرى صناعيّة , أوراق صغيرة و أخرى كبيرة , كيس صغير أزرق اللون , ظروف متنوعة كثيرة و بين كل هذه الفوضى .. عِقْد أبيض عِقْد ! لا تحضرني أيّة ذكرى عن هذا العقد الأبيض اللؤلؤيّ ! أي ألمٍ يعدني ببعثه ! إنه منها هي .. و قد كان مختبئاً في ظرفٍ أبيضٍ متين .. أحكمَ إغلاقه الزمن الصمت هنا كان حديثي .. قبل أن ألملمُ العقد بين يديّ و أقبّله , لوهلة .. تراءت لي صورة [ ناهد ] و ابتسامتها الصباحيّة التي تخلق لدي شعوراً جديداً بالصداقة و روحها العنيدة المشاكسة .. و قهقهتها العالية التي طالما كان البعض يعاتبها لأجلها .. إنها تكاد تتجسّد أمامي .. حتى شعرت بروحِها حولي تشاهدني بينما أتصفّح فصلَ صداقتِنا لا أعلم ! هل احتفاظي بهذه الأوراق الممزّقة من دفاتر الماضي .. يعزّز ألمَ ذكراها لديّ ؟ أم أن إتلافها الدواء ؟ أخبريني يا ناهد بالجواب ذات حُلُم , : |
الساعة الآن 12:33 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.