![]() |
منفى ..
خلف الاسوار .. شمسُ عالقة تحاول الوصول قبل ان تقفل ابواب المدينة .. |
. ظلال الاسوار تمشي مُتعبه والأغريق لا زال يتجاهل صوت الاجراس وكأنه لم يعد يحتاج لنهارٍ آخر .. . |
. الجميع يختبئون خلف تروس الفضة اعينهم للسماء .. الافق يتجه نحو الشمس يحاول الخلاص من نظراتهم والوقت يقف ساخراً ينفث سم عقاربه . . |
. صوتٌ من آخر المدينة يلوي اعناق الشوارع انه الرجل الاعمى صاحب الثياب الرثة .. فَقَدَ عصاه عند ناصية الظلام لايأبه لما يحدثُ حوله .. يركل الخوف بلا تردد |
. يصرخ . . ويعلو صوته باحاديث ٍ غامضة لتشاركه احجار الطريق تلك الثرثرة الرماد يشتعل .. تقف الريح مشدوهة على امتداد الطريق ذلك السواد الحالك يترنح .. يسقط .. . |
. وتتساقط معه تلك الأقنعة يبتلع الظلام ملامحهم جميعاً . تتعرى اصواتهم .. الا من صوت ذلك الأعمى فلا زالت همهمته تخبىء في نبراتها نغمة حريرٍ تلفّ احاديثه الغامضة . . |
لم يعد هناك وجهٌ للاغريق ووجهٌ للاعمى . . |
الساعة الآن 04:10 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.