![]() |
مروة الشّربيني ضحيّة التّطرف العربيّ و العالميّ !
الصّندوق الأسود للطّائرة الفرنسية الّتي سقطت منذ حوالي أكثر من شهر و سجّلت بذلكَ وصمةَ عارٍ لتاريخ الطّيران الفرنسي قد يحملُ معلوماتٍ تبرئ ساحةَ فرنسا و طيرانها , الأمر الّذي لا ينطبق على الطّائرة اليمنية التي سقطت منذ عدّة أيّام في المحيط الهندي قبالة سواحل جزر القمر , فهي ستدخل ال " بلاك ليست " لشركات الطّيران و سيتمكّن جميع المسافرين من تجنّب الرّكوب فيها بعد الإطّلاع على " فضيحتها " على الانترنت ! و ليسَ في الأمرِ مفارقةٌ تدعو إلى التّعجب , لأنَّ أموراً كهذه أصبحت معتادةً جدّاً و لا أُرجعها إلى النّظرة الدّونيّة المليئة بالاتّهامات أيّاً كان نوعها إلى العرب , بل إلى التّقصير العربيّ في مجال التّطوير و التّحسين و الإعلام بالدّرجة الأولى أيضاً . مروة الشربيني امرأة مصريّة مثقّفة و أمّ لطفل في الثّالثة من عمره و حامل في شهرها الثّالث , زوجة لمعيد بمعهد الهندسة الوراثية في مصر و الذي حصل على منحة شخصية إلى ألمانيا لدراسة الدّكتوراة و التي كان من المقرر أن يناقش رسالته فيها في الأيام القليلة القادمة , مروة وصلت الأحد الماضي مصر و كان بانتظارها عدد هائل من المصريين و المسؤولين , ليس من أجل تهنئتها و زوجها بل من أجل حمل جثمانها بعد أن قُتلت أمام أعين القضاء الألماني في دريسدن ! و بعيداً عن كون القاتل عاطلاً عن العمل و كونه يعيش على المساعدات التي تقدمها لهُ هيئة العمل و بعيداً عن أصلهِ و فصله , و عن توجهاته الشوفينية أو النّازية . فإنّ مروة لجأت إلى القضاء كما يفعل كل مواطن ألماني حين تعرّضهِ إلى إساءةٍ ما في بلدٍ يحمي القيمة الإنسانية و يشجّع على الحرية الشّخصيّة بعدَ أن وُصِفَت بأنّها " إرهابية و متطرّفة و عاهرة " من رجلٍ لا يعي معنى الاعتدال و الشّرف . لجوؤها إلى القضاء الذي أنصفها بدورهِ لم يحمِها من أليكس , الذي صرّح بكلِّ وقاحةٍ أمامَ الجميع : " أناسٌ كهولاء لا يستطيع المرء شتمهم , لأنهم ببساطة ليسوا بشراً . " !! و هيئة الإدّعاء العامّ الّتي طالبت لأليكس في جلسةٍ لاحقة بحكمٍ بالسّجن بدلاً عن الغرامة , لم تظنّ أنّها بذلك تدفعهُ إلى الانتقام بسرعةٍ غير متوقّعة و تقّدم لهُ الفرصة على طبقٍ من فضّة ! 18 طعنة , كانَت أكبر بقليل من عددِ الأحلام الّتي رسمتها مروة لها و لعائلتها في بلدِ الحريّة و التّطور و العلم .. 18 طعنة كانت كافية لتودي بأحلام مصطفى ( ابنها ) الطّفوليّة ليردّد فقط " قتلوا ماما .. موّتوا بابا " .. علوي الدّكتور المبعوث من وزارة التّعليم العالي دفع أيضاً الثّمن غالياً كونهُ عربيّا أسمر , فكانَ من نصيبهِ عيارٌ ناريّ أطلقهُ شرطيٌّ أتى من خارج القاعة لم يميّز الجاني فتوقّع أن يكونَ ذلكَ الأسمر , إضافةً إلى خمس طعناتٍ اخترقت ظهره و رئتهُ و كبده ! و لن أتحدّثَ عن التّعتيم الإعلامي الألماني الّذي لم ينشر الخبر إلا بعد انتشاره على الانترنت , و لكني أتساءل أين الإعلام العربيّ من قضيّة كهذه , تفتحُ ملّفاتٍ كثيرةٍ للجهل و التّطرف و الانشغال بالتّوافه و الاستهلاك و التّخلف الاقتصادي و العلمي و الإعلامي العربيّ و المُقابل بالطّبع بتطرّف عالميّ ؟ الإعلام العربيّ تعرّض للقضيّة - حينَ فعل - بطريقة تلقي الاتّهام على ألمانيا كدولة و تُحيل الموضوع إلى قضيّة دوليّة , إمّا لجهلٍ بوضع النازيين بألمانيا أو تفريغاً للضّغط الدّاخلي المتراكم من الظّلم الخارجي و الدّاخلي الواقع علينا كعرب و مسلمين في جميع أنحاء العالم . نحنُ نفتقدُ إلى إعلامٍ قادرٍ على معالجة القضايا و مناقشتها من جذورها , يبحث في الأسباب لا في النّتائج و يعتمد على حقائق و مُعطيات من أرض الحدث , ولا مانع من إعطاء تلك القضايا حجماً كبيراً يتوافق مع أهميّتها إلّا أنّهُ يجب أن يعتمد أوّلاً على الموضوعيّة و الواقعيّة . نحنُ نريدُ إعلاماً يصلُ بقضايانا إلى العالم بصوتٍ عالٍ كالحقّ , لا يعتمد على رشقِ التّهم و نشرِ العداء , بل على تبيانِ الحقائق و المطالبةِ بالحقوقِ بطريقةٍ سويّةٍ و صحيحة . أمنيات : لمصطفى : أن يعودَ الأحمرُ لونَ هدايا العيد في عينيه . لمروة : رحمها الله و أسكنها فسيح جنّاته . للدكتور علوي : شفاءاً عاجلاً لجسدهِ و قلبه . و للإعلام العربيّ : شفاءاً عاجلاً لبصرهِ و بصيرته ! |
أي اعلام .. تقصدين .. الإعلام الا اخلاقي ..
اعلامنا .. لا اخلاقي سياسيا وثقافيا وإجتماعينا .. . . اعلام بروبجندا .. الا ما رحم ربك .. ونحن نتاج هذا الإعلام .. او على الأقل مشاركين في الحدث .. . . لا تطالبي من اعلامنا المرئ والسموع شيئا .. مصيبه إن لم تتحول هذه القضية الي قضية رأي عام .. وتدعم سياسيا وشعبيا .. . تحياتي لك . دمت بخير |
رحمها الله و أعلى درجتها بإذن الله ... صدقاً بحثت في الصحف العربية عن تفاصيل و أحداث القصة لكني لم أجد إلا معلومات غير دقيقة هنا و هناك .. فهل لكِ يا منال أن تطلعينا على تفاصيل الحكاية كاملة بحكم قربك من المكان و لتسهمي أيضاً في نشر القصة في منتدياتنا / فضاءاتنا العربية ... مودتي يا منال .. |
النقيه منال كنت قد سمعت عن الخبر من بعض الزملاء المصريين والذين رووا الحادثه وكان غيظهم يشق صدورهم من الإعلام العربي أولا ً ومن الحكومه المصريه التي لا تحفظ للمبتعث حقه ولا تقف وقفه صارمه في مثل هذا الموقف الذي لكان سيصبح قضيه عالميه لو كانت المقتوله ألمانيه في إحدى الدول العربيه . إعلامنا منشغل في الرقص والهز والأخبار الساخنه يا منال لك ِ تحياتي |
اقتباس:
القضيّة تحوّلت فعلاً إلى حديثِ الشّارعِ الألمانيّ بجهودٍ شخصيّةٍ كثيرةٍ لطلّاب مصريين و عرب و للجاليةِ المسلمة و المعتدلينَ من الألمان .. و في الشّارعِ المصريِّ بغضبٍ عارمٍ .. أمّا الإعلام .. نتركهُ حتّى مدبلجٍ آخر .. شُكراً لحضوركَ . |
اقتباس:
أهلاً بكَ أستاذ حمد , القصّة هي أنّ مروة أتت مع زوجها د. علوي منذ 5 سنوات المبعوث من وزارة التعليم العالي بمصر لدراسة الدكتوراة في معهد ماكس بلاك في درسدن , لها طفل في الثالثة من عمره , كانَ يلعب في حديقةٍ للأطفال عندما طلبت من المدعو أليكس أن يسمح لطفلها بالتأرجح على احدى الألعاب هناك فما كان منهُ إلا أن شتمها بالارهابية و المتطرفة و العاهرة .. الأمر الذي دعاها لتقديم شكوى ضده إلى الشرطة حيث لم تكن المرة الأولى التي يتعرض لها فيها , الشّكوى تحوّلت إلى القضاء الذي حكم عليه بغرامة قدرها 750 يورو . لكنّه في المحكمة أنكر الشّتائم و قال " أناسٌ كهولاء لا يستطيع المرء شتمهم , لأنهم ببساطة ليسوا بشراً . " !! مما دعا الإدعاء العام إلى المطالبة بتحويل عقوبته إلى السّجن بتهمة العنصرية , و في جلسةِ استئنافٍ بعد عامٍ كامل , هجم الألماني من أصول روسية و العاطل عن العمل منذ 2003 , على مروة و طعنها في المحكمة و أمام الجميع 18 طعنة و عندما حاول زوجها الدفاع عنها تلقى هو الآخر طعنة في صدره وصلت رئته و أخرى كبده و 3 طعنات في ظهره .. في قاعةٍ أخرى سمع الشرطيّ الحاضر هناك للشهادة الجلبة و دخل القاعة و لكنه لم يستطع تبين الجاني , فأطلق النار على د. علوي و أصابه في رجله . د.علوي يرقد في المشفى , كانت حالته حرجة للغاية و بقي في غيبوبة لمدة يومين كاملين , ثم أفاق ليعلم بمقتل زوجته الحامل في شهرها الثالث .. اليوم هناك تجمع ينظمه المجلس الطلابي بالتعاون مع طلاب مصريين و عرب في دريسدن و مجلس الطلاب الاجانب في جامعة دريسدن , هيئة الأجانب , الهيئة الخاصة بأمور ضحايا العنف في درسدن , رئيس مجلس الطلاب الأجانب , جمعية حقوق الانسان في ولاية ساكسونيا , جمعية حقوق الانسان في الدول العربية و ألمانيا , البروفيسور فيبر انغر روتسينو المسؤول الاعلى لشؤون الطلاب الأجانب في جامعة درسدن , و سيحضر التجمع أعضاء من السفارة المصرية و شخصيات ألمانية هامة منها وزير العدل روت و وزيرة الاقتصاد شتانغه .. التجمع سيكون أمام مجلس المدينة في دريسدن الساعة الثالثة عصرا .. و الهدف منه شجب العمل الاجرامي و الاعتذار الألماني للمسلمين في درسدن و ألمانيا و العالم عما حصل من شخصٍ " لا يمثل الأغلبية الألمانيّة " حسب الحزب الأخضر الألماني . سيكون لي تغطية ان شاء الله لما سيحدث و يقال اليوم . شُكراً لحضورك . |
منال,
أنا لا أصدق الكذبة المدعوة بـــ" الإعلام العربي " , إعلامنا بات رهن "الخواصر" , والبحث عن أحوال " هيوف " , وتقصي آخر أخبار "الجاكسون " , و" البعبعة " في كيس مثقوب , و فبركة المواقف , و" تنظيف الدقون المتسخة " , لا والإهتمام " بالمزايين " , وتشذيب قصائد " المليون شاعر " , أستطيع أن أوازية بعمليات التجميل , تضخيم للتوافه على "فضاوة "... منال , أوجعتني. |
شكراً لكِ يا منال على توضيح أبعاد القصة كلها ... و بانتظار تغطية التظاهرات / التجمعات الطلابية ... |
الساعة الآن 09:03 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.