منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد النثر الأدبي (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   أعرف ما أنويه تماما... (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=16271)

عبير يوسف 02-18-2009 07:28 PM

أعرف ما أنويه تماما...
 
أعرف ما أنويه تماما
سأبتسم لجراحي
ربما تحتفظ طويلا بي
وهي تتجه للضفة الأخرى


سأحرر من ذاكرتي
عصفورتي
فلقد عانت طويلا من الأسر
لتلفظ أحلامها القادمة
بما تبقى من حنين


سأطلق على تلك السحابة
أم المطر
كيلا تتهم غدرا بالعقم


سأمشط الطريق
من عابريه
وأتأمله كما لم أفعل من قبل


سألحق هذه بتلك
وسأسمى البعثرة
أحلامي التى لن تغادرني


لن أخجل من الزهور
فلم أسدد طعناتي
بخاصرتهم


سانصت مجددا
لما يهمس به الندى للزهور
وساحتفظ كما تعهدت بأسرارهم


أعرف أننى بمحض الصدفة
التقيت بي
وبحرص متزايد
استودعتني بين رحى الأوراق
حتى التبستنى الأحبار
كأشباح مقيمة


أعرف ما أنويه تماما
لن أترك ظلالى
تتسكع بالطريق
وتمنع المصابيح
من غفوة حالمة


أعرف أننى قلب محض
مازال يستقى أبحديته
من الريح
ويتهمها سرا بالجنوح


أعرف ما انويه تماما
سانصت لبائع الكتب القديمة
وهو يقص لي للمرة العاشرة بعد الألف
ذكرياته الأثيرة مع هذا وتلك وهؤلاء
قبل أن يأسرهم الثرى لموعد لن يخلفه أحد
وسأبتسم كعادتي وهو يصف مشيتى
بمن تلاحق شيئا ما
بجملة اعتراضية سأتمتم بصمت
ياليتني أسرع أكثر ..فما تبقى الكثير


سأبكي حتما ..ولكن بطريقة مغايرة
سيرفضها الصمت قطعا
وتزجرها القواعد المتبعة
وسأردد دوما
سأقتفى طقوس الطير
فما رآهم أحد يبكون
سأحرر خطوط يدي مني
ولن تهتك عرافة ما أسرارهم
بعبارات زائفة


سأغير طريقتى غالبا
لن تورق من حولى الحوائط
سأعتقها من دمعي /دمي
سأسمعها ضحكاتي
وهي تزلزل قشرة الحزن الداخلية
سأمتص ذاكرتها
بما تبقى لدي من شفقة


لن تشى الأبواب بي مجددا
سأشرع للمطر روحي
وألملم ما تناثر بصدق


لن تتناسل الأحزان بداخلي
لن ادعها تفعل


أعرف ما انوى تماما
سأعيركم بعضى حروفا
عسى أن نلتقى مجددا
بعدما يتذكرنا الطريق


أعرف مسبقا
أن الجنون لمحة
وأن الحكمة ذكرى
وأن الألم ممارسة
وأن الحرف ورطة كبرى
وأننا نبحر به /له /معه
لنصلنا بأمان
لكنني لا أنوى الوصول
ولا أنوى أن اظل بالطريق
لانتظار الفتات من غبار داكن



عبير

محمد الغشام 02-18-2009 10:15 PM



وللحكمه وطن يختلج ْ دواخلنا
لنرسم على ارصفه الطريق
رجل وأمرأه وفتاة وطفل
ونبعثرهم بقشرة الحزن
لنحركهم كالملعقه في صباح يتهم به القهوه
فيمتزج السكر بلا حراك
فليتهم الرجل قطعه
والمرأه تأخذ سلعه
والفتاة ترسم على الطريق
والطفل ما زال يحدد الطريق
وتبقى أنت ِ ..!
لتعرفي ما تنوين فعله ..!


عبير
مداد قلمك لن ينتهي الا بما تفعلين..
فشكرا لجمالياتك الرائعه هنا

عطر التحيه

هاني النجار 02-18-2009 10:50 PM


رائع جداً سلمت يمينكِ
غير أني توقفتُ قليلاً عند هذه المقطوعة


سأحرر من ذاكرتي
عصفورتي
فلقد عانت طويلا من الأسر
لتلفظ أحلامها القادمة
بما تبقى من حنين

وجال بخاطري سؤال مُبهم..
هل الحرية التي تحلم بها عصافير الذكريات
أفكر من أسرها؟
وهل الأسر في حد ذاته مهما كان ضائقاً
يمكن أن يصبح كوناً قائماً بذاته، وأن الحرية تصير سجناً لهذه الذكريات؟

عجيب أمر الإنسان، وما أجمل أن تسيل خواطره حروفاً تُخط بمنتهى الإتقان
سلم مداد قلمكِ.. ونبض قلبكِ

عطْرٌ وَ جَنَّة 02-18-2009 11:58 PM





قَصِيدةٌ أنْتِ ياعَبير ..
مَعْجُونةٌ مِن رُوحِ الْعصَافِير ..وَيَركُض فِي وَرِيدُك : صَباحٌ أزْرَق ,
كَ جَمالِ الْوَطنِ حِينما يَحن ويَنام على أذْرعة مَدائِنه ..و كَ وجه الْطفل حِينما يَسْتيقظ
وفِي عَينيه تُشّرق ابتساماتُ الْمَطر ,

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif




عائشه المعمري 02-19-2009 12:53 AM

عبير يوسف

بـ نص كـ هذا تُعلمين النبض ، فنون الموسيقى
فتتصاعد الحروف على سُلمها
لـ تسمو الذائقة ..


أعرف مسبقا
أن الجنون لمحة
وأن الحكمة ذكرى
وأن الألم ممارسة
وأن الحرف ورطة كبرى
وأننا نبحر به /له /معه
لنصلنا بأمان
لكنني لا أنوى الوصول
ولا أنوى أن اظل بالطريق
لانتظار الفتات من غبار داكن

:

مُرهفة الإحساس
واثقة النوايا يا عبير
تحكيين من جدائل اللغة ،
غيماً ، وتطرزين قَلباً
جُل أن يَغفو نبضه


بُوركتِ

د. منال عبدالرحمن 02-19-2009 09:54 AM

نعم يا عبير , تلكَ هيَ الكتابةُ , تجعلنا نعرفُ ماذا ننوي تماماً , نبتعدُ بِها عن سككِ الاحتمالاتِ المقيتة ,

نكتبنا و نُعيدُ كتابتَنا , نمحو الذّاكرة و نُعيدُ للقلبِ شِغافَهُ سليماً معافى , بعدَ أن أنهكهُ النّبضُ المتزايدُ كلَّ ذاكرةٍ و خيانةٍ و فقدٍ و رحيل ..

و أنتِ , يالكِ من ربيعٍ يا عبير , تُلبسينَ الحرفَ أثوابَاً من الخضرةِ رغمَ يباسِ الوقت , و تهبينَ الكلماتِ أجنحةً لتحلّقَ نحوَ أصابِعنا فنرتكبُ حروفاً خبأناها لأبجديّةٍ قادمة ..

و تعزفينَ يا عبير , تعزفينَ ببراعةِ أوراقِ الشّجرِ في تمّوز ..

شُكراً على هذهِ المعزوفة الرّائعة أيّتها العاطرة .

عبير يوسف 02-19-2009 02:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الغشام (المشاركة 418456)


وللحكمه وطن يختلج ْ دواخلنا
لنرسم على ارصفه الطريق
رجل وأمرأه وفتاة وطفل
ونبعثرهم بقشرة الحزن
لنحركهم كالملعقه في صباح يتهم به القهوه
فيمتزج السكر بلا حراك
فليتهم الرجل قطعه
والمرأه تأخذ سلعه
والفتاة ترسم على الطريق
والطفل ما زال يحدد الطريق
وتبقى أنت ِ ..!
لتعرفي ما تنوين فعله ..!


عبير
مداد قلمك لن ينتهي الا بما تفعلين..
فشكرا لجمالياتك الرائعه هنا

عطر التحيه


رجل وامرأة وطفل
وكل يؤدى دوره
حيث قادته خطاه
تلك التى تحذو حذو ما اتفق عليه غالبا
وثمة روح هناك تتمرد
بمكان قصى
تصلب الأسئلة على ارادة المستحيل
لتقل غالبا ما لا يقال حتما
وقتها يصبح الرجل/المرأة طفلا وكهلا وأرضا ووطنا وما استعصى من اشياء
ولأصبح للقهوة مذاقا لم نعهده
ربما السكر لن يكن أمرا شائعا
فلقد لقنتنا الحياة
كيف هي مستسغاة على كل الوجوه
ومهما بلغت ذورتها الحاسمة
ربما وقتها سيهدينا الطريق منفذا للانطلاق مجددا
نحو الحكمة في أن نكون لا كما يريدون
بل بما نعلمه بأعماقنا يقينا

أستاذ محمد الغشام

كان تواصلك هنا اضفى للسطور بعدا متعمقا
وحرفك القادر على التحليق عاليا حفز حرفي لممارسة تمرده الأحب

ممتنة لتواجد كهذا

دام حرفك منتشيا بالابداع

شكري وتقديري واحترامي

عبير

صالح الحريري 02-19-2009 11:39 PM




هذا الحرف ..
يعلم ما يود فعله بنا بكل محبة وهنا ...
قادرٌ أن يمتطي مهرة البوح ليعانق فينا الروح ...!



شكراً ولن تكفي ...
مودتي ...



الساعة الآن 06:05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.