![]() |
مناضل تحت الطلب ..........قصة بقلم بوفاتح سبقاق
- يا عزيزي ، لا يوجد أي تنظيم يتحرك من أجل أهداف نبيلة ..
- و كيف السبيل الى ركوب الموجة الجديدة ؟ - إبحث عن شعب في دولة ما ، لم تنشئ من أجله لجنة مساندة و هكذا ستحقق أرباح طائلة تفوق تلك التي تجنيها من عملك في بناء العمارات التي تنهار من حين لآخر على ساكنيها . - و الكارثة التي أحدثتها العام الماضي بمنتوجاتك الغدائية الفاسدة ، هل نسيتها يا عبقري زمانه ؟ - مجرد إشاعات و أقوال جرائد ، و التحقيق لم يثبت شيئا . خرج السيد منير من مكتب زميله في النضال ، أصبح مقتنعا أكثر بجدوى فكرته ، إنشاء جمعية من أجل إستعمالها كسلم للإنتقال الى الطبقة المخملية لديه المال و المعارف و مستوى تعليمي مقبول يسمح له بالتفريق بين الذي و التي . قضى صاحبنا أياما و هو يعد الوثائق الضرورية من أجل وضع الملف لدى الجهات المختصة ، و لم يفكر بتسمية الجمعية أو أهدافها تاركا الأمر الى آخر لحظة ، و في آخر جولاته توجه الى المحكمة . - مرحبا هل من خدمة ؟ - جئت من أجل إستلام بطاقة السوابق القضائية ، لقد دفعت الوثائق اللازمة أمس . - إنتظر هنا لحظات ، سوف أحضرها لك من المكتب المجاور . جلس السيد منير في مكانه فخورا بهذا الموظف الرائع الذي تكفل بطلبه رجل أعمال كبير في هذه المدينة الصغيرة ، يكون حتما محط إهتمام الجميع ... أخذ يتأمل مرتادي المكان، هذه إمرأة تحمل في ملامحها قهر الأيام و ظلم الرجال، ربما هي ضحية رجل متعسف ، و هذا شيخ طاعن في السن ينتقل من موظف لآخر ، يبدو من خلاله حديثه معهم بأنه من عشاق القضايا و المحاكم و يفضل دائما عدم صدور الأحكام القضائية النهائية حتى يضمن مبرر بقاءه في الحياة . مازال ينتظر إستلام بطاقة السوابق القضائية التي ستصدر بدون شك بيضاء ناصعة ، تعكس مدى إحترامه للبلاد و العباد . الوثيقة مطلوبة في ملف الإعتماد و لن يبق له سوى التفكير في أهداف الجمعية و تسميتها . لقد إشتغل في كل الميادين و حقق نجاحات مالية كبيرة على كل الأصعدة و لكنه كمناضل يتماشى مع مستجدات العولمة ، لن يجد صعوبة في إبراز قدارته النضالية التي لا يشك فيها أحد . جمعية مساندة الشعب الفلسطيني موجودة منذ سنوات ، كل الشعوب العربية المقهورة تأسست من أجلها لجان مساندة ، الشعب العراقي تم التكفل بقضيته من طرف بعض المتسلقين ، و صاحبنا كمتسلق جديد لم يجد شعبا في هذا الكون بحاجة الى مساعدته . دخل أعوان الشرطة يجرون شابا نحو قاعة المحكمة ، في ظل هذه الأزمة الإقتصادية الخانقة ، أضحى السطو على أملاك الآخرين هو السبيل الوحيد للعيش . و فجأة سطعت في ذهنه فكرة رائعة ، نعم وجدها ، الشعب الصومالي بحاجة الى لجنة مساندة ، فالصومال دولة عربية و إن تجاهل الكثيرون ذالك لم يسبق له أن سمع خبر يتحدث عن لجنة مساندة الشعب الصومالي إنها جمعيته التي سوف ترى النور بعد أيام ، كيف غاب عن ذهنه هذا الشعب المسكين ؟ و فيما كان منشغل بمهامه المستقبلية و قف أمامه الموظف السابق عابسا ينظر إليه بطريقة قاسية ، لا تدل على أنه يعرف السيد منير ، في حين وقف شرطيان متأهبان على جانبيه . - لقد صدر في حقك حكم قضائي غيابي . صعق منير في مكانه لهول المفاجأة .. - لابد و أن هناك خطأ ما أو تشابه أسماء .. - كل بياناتك عندنا لقد أصدرت شيك بدون رصيد أيها المقاول الهارب من العدالة ... هيا خذوه .. بدت علامات الخوف و القلق على وجهه و نهض معهم و أدرك بأنه وقع في شر أعماله ، هل يخبرهم بأنه رئيس لجنة مساندة الشعب الصومالي التي لم تنشأ بعد ؟ ما إن ركب سيارة الشرطة حتى تمنى أن ينشأ المواطنون النزهاء في هذه البلاد لجنة لمساندة قضيته ، لكنه سرعان ما أدرك بأنه لا يملك رصيد في قلوب الناس و لا رصيد في البنك . __________________ |
بوفاتح سبقاق ... أهلاً بك ... قصة تحكي الواقع ببراعة .. هي هذه أحوال الجشع و استغلال القلوب الطيبة الرحيمة بدواعي التبرع لأهل الحاجة ... و مع ذلك تبقى شعوبنا الطيبة المجبولة على الخير فيها [ الخير ] و إن تكاثرت أشكال الشر فيه... بوفاتح .. شكراً لك على هذا النضال القلمي الجميل .. مودتي ... |
سلامي و تقديري
|
و في اليومِ التّالي سقطَ " مناضلٌ" عربيٌّ آخر في " شرِّ " أعماله , و اكتشفَ الشّعبُ المقهورُ وجودَ لجنةٍ تتحدّثُ باسمه !! : أستاذ بوفاتح سبقاق , دائماً ما تضعُ العدسةَ على الحقيقة , لا عدمنا حضورك . |
عزيزي بوفاتح
قصة جيدة تشي بكاتب له مكان ممتاز في عالم القص .. قدرتك على السرد ممتازة ..ودخولك إلى صلب الحدث من خلال الحوار يؤكد تمكنك من أدواتك . تمنيت لو أوليت بعض الأهتمام لمراجعة النص لتجنب بعض الهنات البسيطة التي يمكن تجاوزها بقليل من التدقيق .. تقبل تحياتي. |
الساعة الآن 12:41 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.