![]() |
رسائل لن تصل .. !
بريدي اليتيم ..
لا تحزن ولا تغضب من تلك الطفلة العابثة التي نوَت احراق الذاكرة مرةً واحدة .. دع عنكَ كلّ جنوني الورقي , القاطن بداخلك وافتح أعماقك .. علّ بعض الهواء يصل أكداس الغبار المتراكمة فوق رئتيك منذ سنين و أكثر .. ! عذراً ... فرسائلي لن تصل ! |
رسالة إلى الفرح
أيها القابع في أعماق دهاليز الخيانة .. ايها المتظاهر المُرائي الكاذب .. لن يخدعني كل ما تخبأ به وجهك الرمادي .. واثقة أنا أنّك لستَ بفرح , أنت أخوه الذي قتله يوماً ولم يواريه الثرى , وكلّما هبّت ريح تعالى صوته المطعون ليذّكرك بالرحيل برائحة الغدر .. لهذا تأتي دوماً لترحل .. و لهذا يأتي الحزن فيبقى ! |
رسالة إلى اللغة
سأترك أخطائي على جسدك ! |
إلى دفتري القديم :
كلّ ما سأكتبه من اليوم هراء ... لن يفيد بعدَ اليوم أن تطالعني بكلّ ما تحمله من دمائي التي بعثرتها على سريرك الأبيض .. او أن تقذف في وجهي قنابل المشاعر الأولى الموقوتة .. سأكتب منذ اليوم على ألواح الثلج التي استوطنت أرواحهم .. و ساترك للشّمس مهمّة احراقها على أبواب ذاكرتهم ! |
رسالة إلى أبي
لا أعلم لماذا يطالعني وجهك المتشّح ببرد الحزن , ولماذا أراني في كلّ ليلة طفلة تركض نحو ظلّك المبتعد .. ناديتني أمس .. فأجبتك ولمّا مددتُ يدي أتلّمس الدفء على صدرك , وجدتكَ على حافّة جبل بعيد , تتابعني بنظرةٍ غائبة ويداك تربّتان على كتفِ طفلةٍ صغيرةٍ ربّما كانت أنا , ووجدتني أصارع النفس الأخير على وسادتي الغارقة بالمطر ! أتراك تدري ضيق الكون بي , اختناقات الحُلم الأخير , انكسار عقارب الفرح في لحظات وأد الأمل , أتراك تعلم أنني راحلة أقبّل الثّرى الذي احتضنك , علّه يمنحني الوطن المفقود ؟ |
رسالة إلى ذاك القابع بداخلي , كتهمةٍ هاربة , تلتصقُ بشراييني فتبعثُ فيها حياةَ موتٍ وموتَ حياة .. رسالة إلى ذاكَ المعقود في خاصرتي كفرحةٍ يرتديها اللون الكاذب و يكلّلها دمُ الخيبة . رسالة إليه ذاك المتكوّر في ممرّات التنفّس السّرية لقلبٍ أنهكهُ المطَر وهدّه تبعثرُ الأصفرِ فوقُ أحلامِه المتطاولةِ .. رسالة إلى ذاك الملتصقِ فوق أذني كصدفةٍ لم يحتضنها بحر و وتدّعي احاطتَها بصوته . رسالةٌ إلى المعلّق على أضلاعي كتفاحةٍ مكسورة هزّها جُنحُ سنونوةٍ جريحة .. رسالة إلى المتمّسكِ بأهدابي كأرجوحةٍ تُربكها نسمةٌ و تُصيبها طفلةٌ بالرّعشة , فلا تنتهي ولا أفعل . رسالةٌ إلى الأمل : أَنْ ِارحَلْ , بَعدَ أَن لَمْ تَأتِ . |
رسالة , ربما لك تكن رسالة , أو أنّها لم تكن رسالة .
هي أشبهُ بأغنية / أمنية , مربكة / مرتبكة , تُبعثرُ الفقد , بجهات الـ هو الأربع .. تذروها أعاصيرُ السّكينة , و تُكبّلها حناجرُ الصّمتِ , فتعلو حيثُ التقى الطيفُ بظلٍّ ليسَ لهُ ! هيَ برقيّةٌ , مكتوبةٌ بأبجديّةِ الحروفِ الزائدة , تختصرُ الوقتَ , كما اختصرها البُعد . همهماتٌ بِـ رُقىً , تتلو فوقكَ آياتِ الطمأنينة , و الوجع المفقود / الفقد الموجع .. ببصرٍ عائدٍ , و لمسٍ قد لا يعود . |
رسالة إلى الصّداقة المعقودة بـ هم :
هناك بعضُ الأبناء , يُصيبهم العقوق , بعد أن يشعروا أنّهم قادرين على الوقوف , و لكنّ دمائنا تجري في أوردتهم , و أرواحنا تظلُّ ترافقُ طفولتَهم العالقةَ بفرحهم الغائب / المُغيَّب .. قد تزرع شجرة , و قد يُكسّرُ اغصانها طفلٌ عابثٌ ليقطف ثمرة ! و قد تسقي ورودكَ بقطراتِ روحك , ليأتي عاشقٌ جاهلٌ فيقطفها من أجل ابتسامةٍ ليست له ! ولكنّك لن تقطع الشّجرة ,و لن تدهسَ الورد , و لن تُفسدَ الحديقة , لأنّ روحَ الأشجار تسكنك , و لأنّ الأزهار تتلّونُ بك . |
الساعة الآن 10:12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.