![]() |
- أينَ أعيش هناك كثيرٌ من العقارب ! في هذا الوقتِ من السنة تحديدًا تبدأ بالخروج من جحورها، تصوّر لو كنّا نقومُ بنزهة معاً، و لدغني عقرب و رأيتني أحتضَر، هل ستحملني مثل أبطال الأفلام على ذراعيك إلى أقربِ مستوصف، و تقومُ بدور الممّرض لتغيّر لي الكمادات الباردة؟ - بل سأشق الجرح، و أسحبُ السمّ بشفتيّ قبل أن ينتشرَ في دمك، لن أدعك تستسلمين للحمّى - لكن ماذا لو .. ؟ - انسي كل الإحتمالات الأخرى، و أنتِ معي لا يمكنكِ أن تموتي، لن أسمحَ لكِ بذلك! |
في المزرعةِ دجاجةٌ تصيح .. تروحُ تجيء تبحثُ عن صيصانها صاحبُ المزرعة خنقَ الصيصان هدهد أطفالَهُ و نام |
أعلقُ قلبي على حبلِ الغسيل، لا أخشى عليه من مخالبِ قطط الحيّ أفرغتُه من كل قصصِ الماضي، أرقب الذكريات تتسربُ منه قطرة قطرة أتركُهُ للصٍ يتسلق السور و يسرقه ... يرتقهُ و يملأهُ بالحُب ! |
في الكهفِ تجلسُ امرأة عميــاء تشذّب لحية الوقت تعدّ ما تساقط من دقائق في المدينة رجلٌ .. حلقَ رأسَ الحُب قدّم استقالتَه كي يتفرغ للفراق |
حفيدَتي تغارُ منّي، تقولُ لي هناك ستون إعجاب على صورتكِ و فقط ستة على صورتي، تسألني كيف لا يرى هؤلاء التجاعيدُ حول عينيكِ، الخطوط حولَ فمك، العروق البارزة على يديكِ، أجيبها لا يرونني بعينيكِ، لا يعدّون عمري بما يظهرهُ جسدي بل بما تظهرهُ روحي ... تضع رأسها على ساقي تقول: - جدّتي لا أعرفُ كيفَ أكونُ أنثى؟ لا أعجبُ أحداً - لن يعجب أحدٌ بكِ حتى تحبي أنتِ نفسكِ - أنا أكرهُ نفسي .. لن أحبّها أبداً - لا تحبين وجهكِ ؟ - أنفي قبيح! - عيناكِ جميلتان - شفتاي رفيعتان - ابتسامتكِ رائعة - جسدي سمين - لستِ سمينة، أنتِ ممتلئة قليلاً فحسب - لا أعرفُ كيفَ أختارُ العطور؟ - ضعي من العطر الذي تشعرين أنّه بعضٌ من مائكِ - أشعر أنّ دمي ثقيل! - إحفظي كثيراً من النكت و ارويها لرفاقكِ - لا أعرفُ كيف أمشي ! - راقبي القطط و تعلّمي منها كيفَ تمشي - لا أعرف كيف أرقص - لا تفكّري بالحركات استسلمي للموسيقى - لست متحدّثة جيّدة ! أتلعثم كثيراً و أنا أحدّث الرجال - أنظري إلى عيونهم و سيتلعثمون - جدّتي أريدُ أن أكونكِ أنتِ ! - أنا أعلمكِ كيفَ تكونين أنتِ، لا تكوني سواكِ. |
هجرني لأنني أمّ سيئة إذ عندما قرعوا طبول الحرب، كان عليّ أن آخذ ابني قبل أن أهرب من المشفى، خذلتني غريزتي و لم أتعرف على وجهه بين وجوه الأطفال الكثيرة، تشوّشت بينما أحاول اتخاذ قراري إمّا أن آخذ كل الأطفال و أرحل و هذا أمر مستحيل، إمّا أن أختار أيّ طفل و أمضي و لكني سأعيش حالة دائمةً من الشكّ، لم يمنحني صوتُ القصف وقتاً كافياً للتفكير فخرجتُ صفر الذراعين، لكني عندما مشيتُ أميالاً وجدتُ طفلاً أسود يبكي تحتَ شجرة، أرضعته من نهدي و عانقته حتى استعاد الدفء ثمّ قلتُ: هذا ابني!
|
الساعة الآن 11:22 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.