|
الناس في ترحالهم وأسفارهم ينقلون أشعارهم
كان ترحال أهل البادية كفيلا بنشر قصائدهم وتبادل الأخبار والأشعار بينهم لكن ماذا عن أهل القرى؟ لم تكن هنالك إمكانيّة ملموسة فعلا فأغلب الشعر المكتوب بها إمّا أنّه ضاع أو فقد أو لازال في صدور أبناء نفس المنطقة بغضّ النظر عن الاستثناءات الكثيرة طبعا انتشرت قصائدهم لأسباب عديدة كـ:ابن لعبون,محسن الهزاني,راشد الخلاوي هؤلاء كانوا من أعلام الشعر في عصرهم لكن لو نظرنا إلى عدّة أمور لوجدنا شعراء منطقة القصيم أكثر من انتشارا من باقي مناطق نجد والسبب فيما يبدو أنّ لأهل تلك المنطقة أناس كثر يسمّون بالعقيلات (التجّار الرحّل) فقد كانوا يصلون إلى بلاد الشام والعراق محمّلين طبعا بأخبار وأشعار بلادهم وكذلك يحملونها لمن يصادفونه على دربهم فلم يكن الأمر غريب عندما يسمع أناسٌ بالعراق عن الشطر المشهور"هذي عنيزه مانبيعه بالزهيد" خاصة لو أضفنا أن القصيدة قيلت في مناسبة تاريخيّة أثناء حصار البلدة فكانت عنصرا أساسيّا في تلك المعركة ولاننسى باتت مفخرة لأهلها فباتوا ينشدونها في ترحالهم وأسفارهم وحقّ لها أن تنتشر فهي من عيون الشعر النبطيّ والقصيدة لشاعرها:علي الخيّاط: [poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] يـادارنـا لاتـرهبي يومـك سِـعِـيـد = حـنا حماة الــداراوشـبّ اشعالـها هـذي عـنـيـزه مـانبيعَه بالزهيد =لافــرّعنّ البيض نـحـمي جالـها دونك اودون الغين مخضرّ الجـريد = نروي من الضد الحريب سلالها ياما ذبحــنا دون غضّات تـمـيد = جــنايـز تـرمـي و لاحــد شـالـهـا ياشيخ ياللي مانشا مــثـلك ولــيـد = لارفّعنّ الـخـيـل شِـهـب اذيـالـها لوجبت عـنَّـاز او شـمـر والرشـيد = اونجدٍ جمـيـعه دِقـهـا واجلالها جِبتـه او خليته كما حلقة حــديـد = شرق اوجنوب اوغربهااوشمالها الدار دونه لابةٍ تحـمـي الـطريد = صعب على كل الـعـدا مـنـالـها كم سـابق يـوم اللقا جـريَـه يـزيـد = عاداتنا ضربه او ضرب امـثـالها تاطـا حديد او فوق راكبها حـديد = توطِّـته مــركـوبـتـه بــانـعــالـهـا عينت وين (الجرو) تكفى لاتحيـد =قل لـي تعشَّـته الضرا واعْـيـالـها لي بندق ترمي اللحم لو هوبـعـيد = ماوقِّـفت بالسوق مـع دلالــهــا خْـماسي رصاصه ستةاشبارتزيد =ملح الجريف امْحيَّـلٍ يعـبالـها ربعي هل الطولات والباس الشديد =خـطـرٍ عزايمها تـهـدّ اجـبـالـها أولاد علي هم عمى عـيـن الضديد = عقالهـا.. يــوم الوغـى جـهـالهـا ونْ كان تبغىالحكم فالراي السديد = إدحم علىالديره اوحَـضِّـب جالـهـا .[/poem] . طبعا "هذي عنيزة مانبيعه بالزهيد" أصبحت مثلا دارجا |
باهر القلم وأنيقه/عبدالعزيز كعادتك .. ترتقي بالمواضيع وبك المواضيع ترتقي ماتتناوله هنا .. يستحق المتابعة والإهتمام ولا ريب بأنك قذفت بحجر -الموروث الشعبي- ببراعة مما أدى إلى تحريك ماء الذاكرة .. الراكد فأتى من أتى بدلوه .. إما ليرتوي .. أو يضيف جميل أنت في كل حضور كن بخير نفع القطوف |
اقتباس:
أستأذنك خالد هذا البيت يغلب التأكيد على الظن بأنه للهزاني وقد تم تحوير كلماته حسبما أقتضى الأمر فكان : قالوا تتوب عْن الهَوَى قلت لا لا إلاان يتوبون (ــــــــ) عن السِّرق وتم تعديله : قالوا تتوب عْن الهَوَى قلت لا لا إلاان يتوبون الحناشل عن السِّرق ومن هنا ندرك بأن البيت قد تم نقله على غير حقيقته وإخفاء واقعه .. تجنباً لما قد يتبعه أو يقود إليه أو ربما .. نقل البيت بطريقة خطأ وعدم حفظ .. وهو ما أستبعده |
اقتباس:
اقتباس:
صالح العرجان ماذكرته هو الواقع .. وأعني بأن أميتهم ليست السبب في فقد الشعر وأرجح سبب ذلك .. إلى عدم الحرص على ملازمة كبار السن والإهتمام بتدوين مايحفظون فغياب الراوي والناقد الحقيقي .. ساعد وبشكل قاطع على الفقد وإن تواجدوا في بعض المجالس إضافة إلى ذلك .. قد يشك بعضنا بصحة تلك الأحداث التي مرت بهم .. أو بحقيقتها لإختلاف الزمن .. فما يرونه حقيقه .. يقابله بعضنا بعدم التصديق أو التندر والضحك فهل نكون نحن .. سبب من أسباب سكوتهم وعدم وصول مايحفظون إلينا ؟ كن بخير نفع القطوف |
أحد شيوخ القبايل .. رافق الملك عبدالعزيز في أحد سفراته إلى مصر وبعد عودته أهدى أبنته هدية عبارة عن (فنيلة) .. وفي أحد الأيام شافت البنت أحد العبيد وهو يعمل في البرد وعطفت عليه وأعطته الفنيله .. شافه أبوها وهو لابسها وتخيلها على بنته .. وكان يحبه لأنه مهتم بكل أمور البيت .. وحريص على أنه مايزعل ناداه وقال له : جابر قال : سم قال الأب: بقول فيك قصيده وأطلب اللي تبي قال جابر: بكيفك .. بس تعطيني طلبي قال الأب: أعطيك ثم قال : فنيلة(ن) حظها مقرود...........عقب الغويزي على جابر عقب الشمطري ودهن العود .....عليك يامًروح الصابر* كان طلب جابر أن عياله يدرسون عند (السناري) .. وهي فرصة لا تتاح للجميع مع عدم وجود مدارس في تلك الفترة ولبى له طلبه *الصابر:هو مابين الرقبة والكتف |
ياهلابك يانفع القطوف
فعلا قد يكون البيت كذلك وهو نفس الحال مع العديد من قصائد حميدان الشويعر فكثيرا مايتمّ تغيير أبياته لأنّ أغلبها كانت بالهجاء وله قصيدة مشهورة جدّا بالكاد تتمّ روايتها وإن رويت رويت ناقصة الراوي محمّد الشرهان اكتفى بأوّل أبياتها فقط وكيّ لايضيع البيت يتمّ تحويره (تغليفه) عرف من عرف وجهل من جهل حقيقته,مممم الغريب أن أغلب أشعار الهجاء بالعصر الجاهليّ والإسلاميّ وصل في حين أغلب الهجاء النبطيّ لم يصل أو تمّ محوه وكان ذلك سهلا بالأساس ربّما لقلّته أوافقك أيضا كون الشعر ضاع لأسباب أكثر من كونها أميّتهم السبب هو الاهتمام ثمّ الاهتمام أرى كبار السنّ وهم محمّلين بالعديد من الأشعار والأحداث بالكاد أحدٌ يسألهم وإن سالهم لايشعرك بجديّة سؤالك وكذلك نظرة سكّان المنطقة التي نعنيها(نجد) للشعر شاعرٌ أدرك الملك عبدالعزيز قبل وفاته أحرق كلّ أشعاره رغم معارضة من حوله لأنّه لايريد أن يُذكر بشعره فقط!! لطيفة تلك الحكاية التي أتيت بها يانفع القطوف وسلسة وماأكثرها وماأكثر مافقد منها ولأنّها ملح المجالس تناقلتها الألسن خاصة عندما يمضي أحدهم على الحكاية ببيتٍ أو بيتين "منوّره حروفك" ألف شكر لك , |
سلطة اللهجة
إن بدى أن هنالك أمرٌ مايميّز النصّ الشعبيّ فهو ولاشكّ قربه من طبيعة قائله في كلّ أمورة وكأنّ النصوص تحمل بصماتٍ وراثيّة قريبة جدّا من شخصها وكثيرا ماتتحكّم طبيعة الشاعر ولهجته بأبياته لم يكن بالإمكان انتزاع طبيعة الأبيات خاصةٌ اللهجة بيت لـ :عبدالرحمن بن صفيّان [poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] يا هبيل الراي وين انت وانّـا*1 =تحسب ان الحرب نهب القرايب .[/poem] وبيت الشاعر:علي الخياط [poem="font="simplified arabic,5,darkblue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] هذي عنيزة مانبيعه*2بالزهيد=لافرّعن البيض نحمي جالها .[/poem] *1:انّا:لو قال حنّا لانكسر البيت وكلمة "انّا" خاصة بمنطقة معيّنة من نجد *2:مانبيعه: مخاطبة المؤنّث كالمذكّر وهي لهجة شماليّة وقصيميّة ولو خاطبها كالمعتاد لانكسر البيت |
ولهم في المقناص سوالف لا تزال عالقة في ذاكرتهم يتذوقون الحبارى إلى جانب تذوقهم للشعر .. أيهما يسبق الآخر حكاياتهم مستمرة .. ولا تزال رياح مواسم الصيد والقنص تخطها على الرمال كأمتداد يتجاوز متعة الصيد .. فهي تحمل ذكريات تشهد عليها كثبان الصحاري وعلى جال ضوهم .. يحلوا السمر من المعروف أن الشعر يحاكي صورة معينة لحدث معين وسرعة البديهة لها دور كبير في إرتجال الأبيات حيث تكثر الأحداث في المقناص .. وتتنوع حسب الأجواء السائدة فكل يوم لا يشبه سابقه .. أو مايليه .. وإن طالت الأيام يغلب طابع الضحك والفرح .. على معظم مجريات الأمور وكذا إقتناص الفرصة حال وقوع أي حدث لإضفاء المرح ومن سوالفهم .. هذه الأبيات .. فهي تعجبني كثير لأنها تعكس صورة ووصف لمشهد ملموس مع بساطتها وقدرة الشاعر على إقتحام المخيلة ورسم صورة تماثل ماحدث كان يوجد أربعة من الأفراد .. يشربون القهوة ويتبادلون الأحاديث ماعدا أحدهم .. فقد أتخذ جانباً قريباً من (قلة التمر) ليرتاح وشوي شوي أقترب من قلة التمر وكان يلبس (فروه) وقاية من البرد إلا أنه أستغل قربه من قلة التمر وغطاها معه وصار يأكل منها أنتبه له أحدهم .. وأراد أنه يعلق على ماحدث فقال هذه الأبيات: حسين فنًخ على القله *..... ابو علي قام يفرسها ياشبه طير على ظله ...... دايم على الدوم يحرسها *القله: (قلة التمر) وهي وعاء لحفظ التمر |
| الساعة الآن 06:39 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.