منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أنثى بدائية الحرف ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=7799)

د. منال عبدالرحمن 06-15-2008 03:50 PM

يا وَطَن :

قبلَ الرّحيلِ تمهّل ...

هل تركتَ لي بعضاً من حلم , تقتاتُ عليهِ ملامحي , ريثما أراك ؟

هل أبقيتَ على شفاهي بعضَ ينابيعِ الشّوقِ , تمنحُ جفافَ الأزمنةِ ارتعاشةَ الارتواءِ قبلَ العَطَش ؟

يا وَطَن :

قبلَ الرّحيلِ تمهّل ..

ولا تأخذني معك !

د. منال عبدالرحمن 06-15-2008 03:59 PM

أرسلَت لي صديقةٌ تقول :

أنّي أرسمُ بعبثِ , فتتقاطعُ خطوطُ وجهي الّتي أرسمها , بتفاصيلِ الخريفِ الحزينِ , و انبلاجاتِ الضّوءِ في مآقي الأمّهاتِ الثّكلى , و اختلاطاتِ دفءِ بلادي مع رياحِ الشّمال ..

قالت :

إنّ لوحتي تصلحُ ان تكونَ قلباً مكلوماً , و ذاكرةً منسيّةً , و طفلاً يتيماً , يمارسُ لهوهُ مع اللّعب , و يداهُ تمسكُ رغيفاً يابساً .

قالَت :

أنّ الألوانَ أصبَحت متمازجةً فوقَ أصابعي , حتّى انبثقَ دمٌ من فمِ أوراقِ الشّجر , و انغمسَ وجهُ القمرِ في بحرٍ يعاني حمّى السّهر ..

قالَت :

أنّي يجبُ ان أرمي القلمَ جانباً و أغنّي .

د. منال عبدالرحمن 06-20-2008 11:47 AM

أيّها الواقفُ هناك , بعيداً حيثُ كنتُ يوماً أركضُ باتّجاهِ الأملِ الضّائعِ المجهول ,

أيّها المارُّ بأنثى عابرةٍِ في صمتِ الجليد, في احتضاراتِ اللقاءاتِ الأولى و في سَكناتِ الجسدِ الواقفِ على شفا موتٍ محتّم .

أيّها الواقفُ بين حنجرتي و رئتي , ترقبُ صوتيَ المشدودَ بك , و تلامسُ شُعبي الهوائيةِ , كطفلةٍ حزينةٍ ضلّت طريقَها في يومٍ ماطرٍ , و استكانت إليك .

أيّها المتشكّل على هيئةِ أحلامي جميعاً , المُشرقُ على وجهي كصراخِ الفجر , كقطراتِ الخجلِ على جبينِ الأزمنةِ العذراء , كشراعِ النّورِ في رحيلِ الأصيل ..

هاكَ أنا , كشبحِ ورقةِ قصيدةٍ هاربة , كتبتها للرّحيل و منحتَها أغصانَ الزّيتون و أفواهَ العشب .




يتبع ....

د. منال عبدالرحمن 09-17-2008 11:02 AM

لا زلتُ أحاولُ أن أُمسكَ يدي و أحاول أن أخطَّ شيئاً ما يُشبهُ صوتَك , فأجدني أرسمكَ في روحي , هناكَ حيثُ يقبعُ وطنٌ تائهٌ و طفلةٌ فقدّت ظلّها و حلمٌ يعاني الأرق !

لا زلتُ أحاولُ الرّحيلَ عندَ كلِّ بوّابةٍ ألمحُ منها عتمةً أوقنُ أنّها لن تؤدّيَّ إليك , فيفاجئني وجهكَ في داخلي !

أتراكَ تُدركُ أنّ الأصواتَ تتشابهُ فقط حينَ تقترفُ ظلّها و ترتدي الغيابَ و تقلّدَّ الأحلام , و أنّ صوتَكَ شيءٌ آخر يُشبهُ الظّلَ و الغيابَ و الاحلام !!

شيءٌ ما يسحبني من قلبي نحوَ الموتِ رحيلاً , و لا أستطيعه !!

د. منال عبدالرحمن 09-25-2008 03:05 PM

كانَ طِفلُ جارتنا الصّغير يبكي كلّما ذهبَت أمّهُ عنه ,

و كانَ صراخهُ يملأُ الحيّ , و يرفضُ البقاءَ عند اخوته مهما كانَ نوعُ المغرياتِ الّتي يقدّمونها له ,

بعدَ فترةٍ أصبحَ لا يبكي عندما تذهبُ أمّه إلى مكانٍ ما , بل يجلسُ ينتظرها بوجومٍ على عتبةِ البيت ,


و بعد فترةٍ أخرى , صارَ ينشغلُ مع اخوتهِ باللّعبِ و محبّتهم بهِ و توددهم إليه ,

و بعد فترةٍ أخيرة , أصبحَ لا ينتبهُ لوجودُ أمّهِ من عدمه ...

!!

أتراكَ كنتَ أنتَ بكاءهُ و كنتُ أنا العودةَ المؤجّلة !!

د. منال عبدالرحمن 11-23-2008 09:21 PM

عَبَثْ :


ليس هناكَ رحىً في أعماقِ البحرِ تمنحهُ طهارةَ الملح , ما البحرُ إلّا دموعُ شوقٍ بحجمِ ماءِ العالمِ بأكمله , تماماً كما ليسَ هُناكَ شيطانٌ صغيرٌ يوسوسُ للحبِّ بالغياب , فما الغيابُ إلّا لحظةَ انفصال كفِّ الطّفولةِ عن مشاعرنا .


/

أتؤمنُ الآنَ انّني أشتاقك و أحذّرُ غيابَكَ من قتلِ قلبي بجرعةٍ زائدةٍ من جرح ؟


/

كلُّ حروبِ العالمِ في صدري ولا هدنةَ في الأفق , و يأتي صوتُكَ يكمّمُ أفواهَ اليُتمِ في قلبي و يبعثُ في رئتيَّ رائحةَ القرنفلِ و حبّاتِ الكرزِ و التين , فأرفعُ وحدي رايةَ الحبِّ البيضاء و أسلّمكَ صوتي الذّاوي كظلِّ شمعةِ الملجأِ الحزينة .


/


شيءٌ ما يتفتّحُ على أجنحتي , أتراهُ حُبُّكَ , أم أصابعُ يدكَ إذ تمنحني حريّةَ الأغصانِ و خُضرةَ الفرح و تعزفُ على كتفيَّ أنشودةَ العناقِ و الدّفء ؟

/

أنا لا أجيدُ الكتابة , أحاولُ أن أجيدَ الكتابةَ إليكَ فقط !

/


أيحدثُ أن تنبضَ الذّاكرةُ ؟


/

في صندوقِ بريدي ريشةُ عصفور , أتراكَ كبّلتَ أجنحتَهُ بعدَ ان أهديتَهُ دمعةَ شوقٍ لوريدي ؟


/

أحبّكَ كدمعةٍ حزينةٍ وحيدةٍ هاربةٍ من منديلِ الشّتاءِ العنيد المُكابر !



http://moroccan.salmiya.net/songs/saber/ram/saber3.ram

د. منال عبدالرحمن 12-07-2008 10:11 AM


هذا العيدُ لن يكونَ ملوّناً كالشّوقِ المزيّنِ بكَ و صوتيَ الموشّى بقصبِ اسمك ,

هذا العيدُ سيكونَ أبيضَ الصّباحاتِ و المساءات و سيكونُ قلبي هديّتهُ الحمراءَ الوحيدة .

لن تحتضني يداك.. ستفعلُ بدلاً عنكَ مئاتُ دقائقِ الانتظارِ و الاختناق ,

سأردّدُ اسمكَ كثيراً بدلاً عن عباراتِ التّهنئة .

د. منال عبدالرحمن 12-07-2008 10:14 AM

كلَّ أنتِ و العامُ بخير ,

كلَّ خيرٍ و العيدُ أنتِ ..

ثمَّ ماذا أفعلُ بالحلمِ الصّغيرِ في عينيَّ و أنتَ تُكابرُ وجعي و تدّعي أنَّ الرّبيعَ ثوبُ الحياةِ الابيض !

و أنَّ أغطيةَ الألمِ و أصواتَ اليأسِ تُشبهُ جذورَ النّخيلِ في عمق الرّمال و أنّ الفرحُ سيتساقطُ رطباً جنيّاً على أزمنتي المتهالكة تحتَ وجعِ الفقد !

:

لا تقل شيئاً ..

كلَّ يومٍ و أنتَ العيد , و هل عيدٌ سواك !

هكذا تناسبني أكثر .


الساعة الآن 08:07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.