![]() |
همهَمَت و هي تهمّ بالجلوسِ إليه في الباص: - أيّ شقاءٍ هذا أن أكونَ امرأة في هذا المجتمع الذكوري ؟ همسَ لها: - أيّ شقاءٍ هذا أن أكونَ رجلاً في هذا المجتمعِ الذكوري !! |
كُنّا جَالسَين على قمّة جبل و أنتَ تُمَازحني .. دَفعتنِي و عندما كنتُ أقعُ في الهاوية كي تسحبني إليكَ .. مسكتني بقبضة يدك من عنقي و أنتَ تنقذني .. قتلتني مزاحكَ مخيف و حبك قاتل ! |
أنتَ جُرحٌ طريّ في ذاكرتي اليومَ ينزف .. غداً يلتئم و بعد غدٍ بأظافري أقشّره لتستعيد ذاكرتي صفاءها و تكون .. ناعمة كبشَرة الأطفال ماذا عن ذاكرتكَ التي تشبهُ رئة مثخنة بالنيكوتين !! كيف ستتخلص من كل تلكَ السرطانات التي إن لم تودِ بكَ أودت بذاكرتك ! |
حضنكَ يشبهُ غرفةً باردة في فندق رخيص ! ترتاده بائعات الهوى أمّا حضني يشبه زنزانة ضيّقة تأوي سجيناً واحداً لم يتحدّث الله عنهُ بعد إن كان بريئاً أم مذنباً سجيني حُكمَ عليه السجنَ أبداً ماذا عن اللاّتي يبعنكَ الهوى؟ |
في مخيّلتي تصوّرتُ جنازتكَ .. رأيتكَ ملفوفاً في كفن أهديتُ جبينكَ قبلة أخيرة .. و تابوتك ينزل في الأرض ألقيت وردة بيضاء و حفنة من تراب و بعد أربعين يوماً عندما بدأتُ العدّ التنازلي لنسيانك رأيتك مقبلاً نحوي .. تنبض بالحياة أجمل من أيّ وقت و أنتَ تحاولُ أن تعانقني أغميَ عليّ بين ذراعيك ! |
- لو يدخلكَ اللهُ الجنّة و يدخلني الجحيم .. لن أطلبَ منه سوى أسبوع واحد أقضيه هناكَ معك، لأنغص عليكَ الحياة و أجعلك تفقد شهيتكَ لكل شيء! ستكونُ أول رجلٍ ينتحرُ في الجنّة بسبب تلكَ التعاسة، بعد أن أشفي غليلي، سأقفزُ إلى الجحيم مطمئنة. - لو يدخلني اللهُ الجنّة و يدخلك أنتَ الجحيم، لن أطلب من اللهِ سوى أسبوع واحد، لأمارس عليكَ التعذيب بيدي، سأحرقك حتى تتفحّمَ أكثر من مرة، أذكرك بالتعذيب الذي مارستَه على قلبي و نحنُ في الأرض .. سأنتقمُ لكل دمعةٍ سقطت من عيني، و لكل ثانية أضعتها في الحديث إليك، لكل نبضة حب ضخّها القلبُ من أجلك، سأجلدك بلا رحمة إلى أن تتلاشى إلى رماد، لأحلّقُ إلى الجنةِ مطمئنة. - كلاّ لستُ شيطانة أنا فقط امرأة آمَنَت بحبّكَ و خذلتَها، لن تسامحكَ أبداً على خيباتها، ستظل تبتاعُ الشوكولاطة للأطفال و تطلب منهم أن يدعو عليكَ حتى تنكسرَ كما كسرتَها، أنا امرأة لا تفكّر بإيذاءِ حشرة لكنّها تدفعُ عمرها من أجلِ أن تذوقَ جرعةً من الألم الذي سقيتَه لها بيدين باردتين، أنا امرأة أصبحت تكنّ لكَ كل المشاعر إلاّ الحُب. |
كانت في أواخرِ الثمانينات مراهقة خجولة، تحدّق من النافذة إلى ابن الجيران و حينَ يرفعُ رأسه تسدلُ الستار بسرعة قبل أن يحفظ ملامحها، ابنتها اليوم مراهقة خجولة أيضاً لكنّها لا تعاكسُ ابن الجار بل تدخل صفحة فيسبوكية لشابٍ يعجبها، تحدّق إلى صورته طويلاً.. تتنّهد، تحاولُ أن ترسلَ له رسالةً، تكتبُ هاي! ثم تمحوها لتكتبَ مرحباً! تغيّر رأيها لتكتب رسالةً طويلة تعبّر فيها كم هيَ معجبة! و حين تتلعثم أصابعها، تعطل حسابها، تصغي إلى فيروز: قديش كان في ناس عالمفرق تنطر ناس، و تشتي الدني و يحملوا شمسية و أنا بأيام الصحو ما حدا نطرني! |
يبدو أنّ صديقي القط ما عادَ يحبني! هجرني ليحتفلَ مع قطة هادئة في الحديقة، ما عاد يستلطفُ مداعباتي لفروه، و لا يلعقُ بقايا الجبنِ من أصابعي لم يعد يقفزُ إلى سريري و لا يغادره إلاّ إن صحوتُ من نومي.. اليوم حاولتُ إرغامه على معانقتي، لكنّه خدش ذراعي و ماءَ في وجهي غاضباً، رأيتُ في عينيه نظرة حزن قال: "أنتِ أسوأ قطةٍ عرفتها على الإطلاق! أنتِ أكثرهن تمرداً و مزاجيتكِ فوق الإحتمال، لن أعودَ إلى فراشكِ و قد سمعتكِ بأذني هذه تقولين لهُ عبر الهاتف أحبك!" |
الساعة الآن 05:46 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.