منتديات أبعاد أدبية

منتديات أبعاد أدبية (https://www.ab33ad.com/vb/index.php)
-   أبعاد الهدوء (https://www.ab33ad.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   أنثى بدائية الحرف ! (https://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=7799)

د. منال عبدالرحمن 02-15-2008 09:25 PM

ستتهمني بالجنون , حين سأقول لكَ ,أنني قرّرت أن أحرقَ كلّ ما ارتكبتُ فوق مجموعة الأوراق , المتجمّعة في مشبكٍ بلونِ شريطة شعري , يومَ كنتُ أحبو ..
وقد تكيلُ لي أحزانَكَ , و ترفع ضّدي قضيّة تُطالبني فيها بردّ ما اكتسبته منكَ من سعادة ...

وقد تكسرُ الإطار الّذي يحوي صورتي فوق مكتبكَ , فقط لتخبرني , أنّ في عينِك الممتلئة بهم مكانٌ قصيّ في الذّاكرة , لا تستطيع أن تنزعني منه .

و قد ....


لكنني أؤمنُ بأنّك , ستعودُ حاملاً أحزانكَ المكسورة هنا حيثُ أضلاعي تُخبئّك رغمَ التّعب !

د. منال عبدالرحمن 02-15-2008 10:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال عبدالرحمن (المشاركة 221996)
كانت دوماً كفّة تساؤلاتها راجحة .. بينما كانت الإجابات تعاني اليُتم و النفي !

" هي " اعتادت أن تكلّل السؤال بطوق من القناعة , كيلا يصبح هاجساً يحرمها متعة تلك اللحظات التي اختارت أن تمارسها في اجازة من التفكير !

اليوم لم يكن اجازة , هكذا اكتشفت هي بعد أن عادت من ذاكرتها إلى محيطها المليء بأصوات آلامهم ,
تُرى لماذا كانت تظنّ أن السّعادة خبز الناس اليومي , وأن الحزن وليمة فاخرة لا تأتي إلا حين ترف ؟
ولماذا فنّدت هذه النظريّة نفسها عند أول ارتطام بأرض الانصات الأكثر هدوءاً ؟

توقن " هي " اليوم أن الحزن كريمٌ جداً , وان السّعادة وحدها الأنانيّة !
ربّما لهذا السّبب لا نرى حزن الآخرين وألمهم إلا حينَ تطالنا يدُ الوجَع , أو ربّما كنّا نرى ولا نُبصر !

شيءٌ ما يجعلها تفكّر بالموت ذلك الوحيد القادر على انتزاع الدّمع من المآقي دون أن يولّد الحقد !

كانت الأفكار تتوالد في عقلها بلا توّقف , وكان الضجيج حولها يزداد ..
وفكّرت ماذا لو غادرت هذا المكان ؟
ولكنّ خوفها من أن تلقى دفئه , صوتَه و حنينها إليه في الأماكن الأخرى التي جمعتهما ذات حب , أثناها عن قرارها و جعلها تعود للجلوس على كرسيّ آخر ..


.......................

د. منال عبدالرحمن 02-27-2008 09:53 AM

قلتَ لي : وحدها الأحلام تعرّي رغباتنا , وتنثر أوراق خيالاتنا في فضاء ليلٍ يتوضّأ لصلاة استسقاء , تجلبُ الأمل ..


يومها فاجأكَ ذاك الخوف الذي باغتَني , وضحكتَ وقلت : الصّغار وحدهم من يخافون العتمة !


كنتُ أتمنّى أن تحتويني أجنحتُك التي تطيرُ بها فوق قممِ أحلامي كلَّ ليلة ..


أو أن تدعوني لأحتفلَ معكَ بعيدِ ميلادي الأوّل على يديك , فوق سطحِ نجمةٍ مغمورة ..


أو أن تتمنّى لي حياةً مليئةً بك , وأنت تراقبُ ذاك الشّهاب الثّائر على قانون جاذبيةٍ جاهلة , منتحراً على ضفاف محيطٍ مراهق .


كلّ قطراتِ الضّوء كانت تصرخُ في وجهك أن دثّرني , كلّ المرايا , كانت تنادي ظلّك الضّال , وكلّ بوّابات الفرح , كانت تحبو حتّى صدرك .


وحدها يديك , كانت تقاسمني صلاتي كيلا تُشرقَ الشّمس !

د. منال عبدالرحمن 02-27-2008 10:18 AM


هل تظنّ أن الروح سترحم عذاباتك وتُعيد الصمت إلى رحم النسيان النازف ؟

أم تعتقد بالأرواح الشريرة التي يستحضرها الفقد فتلاحق بلعنتها كل ابتسامات الماضي الهارب ؟

مذ عرفتك لم يخب ظنّي فيك ولم تتوقف تساؤلاتي المنهمرة على شواطئ صبرك .. ولم يتوقف مدّك الطاغي على الزحف نحو ذاكرتي بعنف كما أعاصير الصّيف الغامضة .

وَ .. ....... ..... ... . .. ....... .. ..... . ... ...... ........... .... .. .. .

سيتبعُ بعدَ حين !

د. منال عبدالرحمن 03-02-2008 09:47 PM

لن تستطيع أن تصمّ عينيك عن نداء الذاكرة , لن تستطيع اغماض أذنيك عن منظر قوس قزح الذي ينير مساماتك كلما صافحت لغتي حروفكَ المنمّقة التي تصطنع الثبات .


لا تُشح بوجهكَ عن الحقيقة , مرصودٌ أنت لجنيّة الحرف , تراقصُ الـ ( أحبّكَ ) في أعماقكَ فتولد ألف ( أحبّكِ ).

الإيمانُ وحدَه لن يكفيك , يجب أن تصلّي في محرابِ الوقت كي يجمعّك بالسّكينة , يجب أن تدعو الله أن يُنزل الرّحمة على روحكِ التّائهة بين تعاريج الرّجولة والعِشق .

مرافئك مهجورة , و سنونوات الحبّ هاجرت شتاءك البارد , هناكَ حيثُ الصّيف في الشّمال , واكتشفَتْ أن لا حنينَ بلا وطَن .


كلّ ما قلتُ أعلاه , وما سأقولُه بعد ذلك , ليس لك , هو لظلّك الرّاحل .


د. منال عبدالرحمن 03-31-2008 03:41 PM

يومَ كنتُ أنا , وقعتَ عن ظلِّ شجرة , و بقيتُ وحدي أبكي طوالَ الأملِ , أُمنيَتي المكسورة ..


اكتشفتُ أن تلكَ الشّجرة , هي تعبي , تصطفُّ أوراقها فوقَ جبيني المتصببِّ أرقاً , فتدفعُ عنهُ بعضَ حزن , و تغريهِ بالنّوم حدّ الاطمئنان .

د. منال عبدالرحمن 04-04-2008 01:44 PM

اليوم ..

وشى لي العصفور الذي اعتاد الوقوف على حافّة نافذتي أنّك نبضه , و أنّه ذاكرتك ..

حكى لي كيف حمّلتّه قصائدَ روحكَ المثقلةَ بالشّوق , وكيف صبغت ريش أجنحتِه بعطرك , و لوّنتها بتفاصيل وجهي !

حدّثني عن امنيةٍ تداعبُ قلبكَ بالهجرةِ حيثُ منابع القمر , عن سفرٍ يعتلي أحلامكَ و الكثير الكثير من قشّاتِ الوطن الّتي جمعتَها لهُ في قلبكَ , عُشّاً يعودُ إليهِ كلّما مزّقت أجنحَتهُ طيور الفقد الجارحة ..

وشى لي عصفوركَ أيّها القريب , بأماني السَّكينةِ , و لهفاتِ الاحتضانِ المحترقة , و أعاصيرِ الشّمال التي تبتدأُ حيث عينيك , بشدّة الصّيف المتوهّجِ من صدرك و بامتدادات الأمل في الشرايين النافرةِ قربَ حنجرتك ..


وشى لي بك .. ثم طارَ يحملني قطرةَ ماءٍ تتشّبثُ بثغرهِ , و لا تتبخّر !




د. منال عبدالرحمن 04-22-2008 11:56 PM

على سريرها وجدتُ ورقةً , أوصتني أن أرسلها هناك , حيثُ يشعُّ نبضها الأوّل , و رحلت ...

على بياضِ تلك الورقة كتبَتْ هي و قرأَ حُزني :


رأيتك البارحة واقفا أمام بيتها , تطالع عرائش العنب التي تتسلق فوق جدران غرفتها المطلة على أطراف الحُزن و الكبرياءِ المرميّ على أرصفةِ الغياب .
وقفتُ طويلاً و راءكَ , لم تشعر بي , كنت تتأمّلها و تعودُ ذاكرتكَ بها هناك , حيثُ أضعتَها و و جدتني !
صوتكَ كان عالياً , بالقدر الكافي لأسمع أسمها يتردّد في أنفاسك , تماما كما كان يترددّ في صدى كلماتك , عندما تلقاني وتلتقي أحزانكَ بعيني , و يرفضُ كبرياءي سماعه , هذه المرّة ...

سمعتها

سمعتها

ولم أعد أسمعك ...


الساعة الآن 04:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.