![]() |
ستتهمني بالجنون , حين سأقول لكَ ,أنني قرّرت أن أحرقَ كلّ ما ارتكبتُ فوق مجموعة الأوراق , المتجمّعة في مشبكٍ بلونِ شريطة شعري , يومَ كنتُ أحبو .. وقد تكيلُ لي أحزانَكَ , و ترفع ضّدي قضيّة تُطالبني فيها بردّ ما اكتسبته منكَ من سعادة ... وقد تكسرُ الإطار الّذي يحوي صورتي فوق مكتبكَ , فقط لتخبرني , أنّ في عينِك الممتلئة بهم مكانٌ قصيّ في الذّاكرة , لا تستطيع أن تنزعني منه . و قد .... لكنني أؤمنُ بأنّك , ستعودُ حاملاً أحزانكَ المكسورة هنا حيثُ أضلاعي تُخبئّك رغمَ التّعب ! |
اقتباس:
....................... |
قلتَ لي : وحدها الأحلام تعرّي رغباتنا , وتنثر أوراق خيالاتنا في فضاء ليلٍ يتوضّأ لصلاة استسقاء , تجلبُ الأمل .. يومها فاجأكَ ذاك الخوف الذي باغتَني , وضحكتَ وقلت : الصّغار وحدهم من يخافون العتمة ! كنتُ أتمنّى أن تحتويني أجنحتُك التي تطيرُ بها فوق قممِ أحلامي كلَّ ليلة .. أو أن تدعوني لأحتفلَ معكَ بعيدِ ميلادي الأوّل على يديك , فوق سطحِ نجمةٍ مغمورة .. أو أن تتمنّى لي حياةً مليئةً بك , وأنت تراقبُ ذاك الشّهاب الثّائر على قانون جاذبيةٍ جاهلة , منتحراً على ضفاف محيطٍ مراهق . كلّ قطراتِ الضّوء كانت تصرخُ في وجهك أن دثّرني , كلّ المرايا , كانت تنادي ظلّك الضّال , وكلّ بوّابات الفرح , كانت تحبو حتّى صدرك . وحدها يديك , كانت تقاسمني صلاتي كيلا تُشرقَ الشّمس ! |
هل تظنّ أن الروح سترحم عذاباتك وتُعيد الصمت إلى رحم النسيان النازف ؟ أم تعتقد بالأرواح الشريرة التي يستحضرها الفقد فتلاحق بلعنتها كل ابتسامات الماضي الهارب ؟ مذ عرفتك لم يخب ظنّي فيك ولم تتوقف تساؤلاتي المنهمرة على شواطئ صبرك .. ولم يتوقف مدّك الطاغي على الزحف نحو ذاكرتي بعنف كما أعاصير الصّيف الغامضة . وَ .. ....... ..... ... . .. ....... .. ..... . ... ...... ........... .... .. .. . سيتبعُ بعدَ حين ! |
لن تستطيع أن تصمّ عينيك عن نداء الذاكرة , لن تستطيع اغماض أذنيك عن منظر قوس قزح الذي ينير مساماتك كلما صافحت لغتي حروفكَ المنمّقة التي تصطنع الثبات . لا تُشح بوجهكَ عن الحقيقة , مرصودٌ أنت لجنيّة الحرف , تراقصُ الـ ( أحبّكَ ) في أعماقكَ فتولد ألف ( أحبّكِ ). الإيمانُ وحدَه لن يكفيك , يجب أن تصلّي في محرابِ الوقت كي يجمعّك بالسّكينة , يجب أن تدعو الله أن يُنزل الرّحمة على روحكِ التّائهة بين تعاريج الرّجولة والعِشق . مرافئك مهجورة , و سنونوات الحبّ هاجرت شتاءك البارد , هناكَ حيثُ الصّيف في الشّمال , واكتشفَتْ أن لا حنينَ بلا وطَن . كلّ ما قلتُ أعلاه , وما سأقولُه بعد ذلك , ليس لك , هو لظلّك الرّاحل . |
يومَ كنتُ أنا , وقعتَ عن ظلِّ شجرة , و بقيتُ وحدي أبكي طوالَ الأملِ , أُمنيَتي المكسورة ..
اكتشفتُ أن تلكَ الشّجرة , هي تعبي , تصطفُّ أوراقها فوقَ جبيني المتصببِّ أرقاً , فتدفعُ عنهُ بعضَ حزن , و تغريهِ بالنّوم حدّ الاطمئنان . |
اليوم ..
وشى لي العصفور الذي اعتاد الوقوف على حافّة نافذتي أنّك نبضه , و أنّه ذاكرتك .. حكى لي كيف حمّلتّه قصائدَ روحكَ المثقلةَ بالشّوق , وكيف صبغت ريش أجنحتِه بعطرك , و لوّنتها بتفاصيل وجهي ! حدّثني عن امنيةٍ تداعبُ قلبكَ بالهجرةِ حيثُ منابع القمر , عن سفرٍ يعتلي أحلامكَ و الكثير الكثير من قشّاتِ الوطن الّتي جمعتَها لهُ في قلبكَ , عُشّاً يعودُ إليهِ كلّما مزّقت أجنحَتهُ طيور الفقد الجارحة .. وشى لي عصفوركَ أيّها القريب , بأماني السَّكينةِ , و لهفاتِ الاحتضانِ المحترقة , و أعاصيرِ الشّمال التي تبتدأُ حيث عينيك , بشدّة الصّيف المتوهّجِ من صدرك و بامتدادات الأمل في الشرايين النافرةِ قربَ حنجرتك .. وشى لي بك .. ثم طارَ يحملني قطرةَ ماءٍ تتشّبثُ بثغرهِ , و لا تتبخّر ! click راح حلّفك يا عصفور |
على سريرها وجدتُ ورقةً , أوصتني أن أرسلها هناك , حيثُ يشعُّ نبضها الأوّل , و رحلت ...
على بياضِ تلك الورقة كتبَتْ هي و قرأَ حُزني : رأيتك البارحة واقفا أمام بيتها , تطالع عرائش العنب التي تتسلق فوق جدران غرفتها المطلة على أطراف الحُزن و الكبرياءِ المرميّ على أرصفةِ الغياب . وقفتُ طويلاً و راءكَ , لم تشعر بي , كنت تتأمّلها و تعودُ ذاكرتكَ بها هناك , حيثُ أضعتَها و و جدتني ! صوتكَ كان عالياً , بالقدر الكافي لأسمع أسمها يتردّد في أنفاسك , تماما كما كان يترددّ في صدى كلماتك , عندما تلقاني وتلتقي أحزانكَ بعيني , و يرفضُ كبرياءي سماعه , هذه المرّة ... سمعتها سمعتها ولم أعد أسمعك ... |
الساعة الآن 04:41 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.