ألا يكفى أن نسعد بالأحلام فى الوقت الذى نحلم فيه حتى تريدى أن تضمن لنا الاحلام سعادة دائمة؟.. وأى شىء من الحقائق فى هذه الدنيا لا تنتهى لذته بانتهائه؟! كل شىء متعة بائدة، ولذته مصيرها إلى الفناء.. فـلـِمَ نحزن إذا انتهت لذة كسبناها فى الخيال؟!

أصبحت أشبه سفينة جميلة قلاعها مشرعة.. ولكن بدون ريح.. هناك جزء مكسور فى آلة وجودى.. ربما كان سلكا رفيعا يوصل بين عقلى وقلبى.. ويحمل إلى نفسى الكهرباء والنور.. سلك رفيع انقطع بانقطاعه خيط حياتى.. إن حياتى حينما تعود إلىّ الآن.. تعود مقطعة الأوصال كشريط من صور منفصلة

إن عودة الشمس الآن شىء طبيعى كما كان اختفاؤها طبيعيا.. لذلك فهى ليست بحاجة لاعتذار كى تدق بابى كما تفعل الآن، بل هى ليست بحاجة لاستئذان.. ستدخل الشمس حياتى من جديد سواء أردت أم أبيت.. ستقتحم روحى بقوة وعنف وسيسقط عنادى صريعا أمام دفء أشعتها المضيئة كما تتهاوى أسوار المدينة أمام الغازى الجبار..
أعرف أن الشمس ستتركنى ثانية كما تركتنى من قبل.. لكنها قبل أن تفعل ذلك ستكون قد أشعلت وجودى بنورها للحظات قد تقصر أو تطول فبعد الليل يجب أن يأتى النهار.. هذه هى سنة الحياة

تعنفيننى على فكرة اللحاق بك ساعة تتركين هذا العالم الأرضى؟ لكأنك تعنفين رجلا مات مختنقا إذا فقد هواءه! فيم المقام على الأرض بعدك؟ وكيف أستطيع.. ثقى يا عزيزتى أن السماء قد ربطت روحك بروحى.. وأنك لحظة تصعدين أصعد!

حين يغزو السلام النفوس الخطاءة يكون مثل الماء الذى يسقط على الأرض البور، يخصب اليابس ويجعل القاحل يثمر

اكتشف (توم) قانونا عظيما وهو: إن كان الإنسان لا يستطيع أن يحصل على شىء ما، يصبح راغبا بالحصول عليه.. وإن فُرض عليه أن يفعل شيئا فذلك هو العمل.. وإن كان ليس بحاجة لفعله فهو ليس عملا.. صعود جبل عال متعة لأن أحدا لا يحتاج لذلك.. قيادة عربة لنفسك متعة.. ولكن قيادة عربة لشخص آخر عمل.

آه للإنسان! ما أشد عجزه! هنالك مسائل لا يرتاح إلى حلها إلا إذا سقط عليه المفتاح من السماء! وهنالك مواقف يواجه فيها الإنسان مفرق طرق، فلا يسعفه إلا دفعة فى ظهره من يد القدر نحو إحداها.

مودتي

لم يكن ما حدث اختيارا!.. فنحن نغمض أعيننا كل ليلة دون أن نختار أحلامنا.. الحلم لا يباغت فينبه الوعى.. ولكنه يتسلل فى غفوة..
وقد لقيتك حلما فى غفوة!
لم أعرف ساعتها.. وكنت قد أوسدت رأسى لصور الليل.. أكان الطارق زائر حلم أم واقع صدفة.. لكننى مددت يدى وأسلمت قيادى لفارس الأقدار..
لم تكن الرحلة فى الحسبان!